من السائل. ومما يلاحظ أن هذه الكرات الصغيرة، عندما
تدخل السائل، تقع في حرب شعواء بين الجاذبية الأرضية التي
تدفع بهذه الجسيمات نحو الأرض وبين الحركة البروانية التي
سبق أن أشرنا إليها في مقالاتنا، وهي الحركة الناتجة من
حركة جزيئات السائل ذاته والتي تدفع بها في كل جهة، بحيث
أنه بعد فترة معينة يحدث نوع من الاتزان بين كل هذه
العوامل، تتوزع بعدها هذه الجسيمات في السائل أي بين
جزيئات السائل توزيعاً خاصاً، بحيث تكون كثيفة العدد في
أسفله قليلة كلما ارتفعنا فيه
ومما يجدر بالملاحظة أن هذه الحالة من التوزيع لا تفترق عن
حالة توزيع الجزيئات الغازية في عمود غازي أو في الجو
مثلاً، وهو التوزيع الذي تحدثنا عنه سابقاً، فهذه الأجسام كلها
صُغرَتْ أو كُبرت واقعة تحت تأثير عاملين: العامل الأول
اجتذاب الأرض إياها والعامل الثاني حركة الجزيئات نفسها
أي الحركة البروانية، وليس ثمة فارق بين الحالتين حالة
الجزيئات الغازية وحالة الجسيمات الكولوبدية سوى أنه في
هذه الحالة الأخيرة يوجد تفاوت في درجة التوزيع بالنسبة