العلماء عدد (أفوجادرو) ومن المناسب أن نورد هنا للقارئ فكرة عن هذا العدد الكبير، فهو يبلغ حوالي ٦٨ ٢٢١٠ من الجزيئات، وهو العدد الموجود في ٣٢ جراماً من الأوكسجين مثلاً أو ٢٢. ٤ لتراً منه، أو من غاز آخر، وهو العدد الذي حاول (بيران) بعمله الإنشائي أن يعرفه، فيعرف منه قدر الذرة وقدر الإلكترون.
وطبيعي أنه لا يجوز أن يخطر ببال هذا العالم أو غيره أو
يحاول بطريقة مباشرة أن يحصل على أحد هذه الجزيئات أو
إحدى هذه الذرات ليتمكن من قياس وزنها أو قطرها أو
كثافتها فهي متناهية في الصغر إن قورنت بكل ما نستطيع أن
نتناوله على حدة من الأجسام، ويكفي القارئ أن يعلم أنها من
الضآلة بحيث يمكن أن تندمج في جسمنا بالنسبة ذاتها التي
يندمج فيها هذا الجسم في الشمس، أو بالنسبة التي تندمج فيها
حشرة صغيرة في جسم الأرض، ولكن (بيران) عمد إلى
العثور على هذا النوع من التوزيع الغازي في وسط آخر غير
الغازات ذات الجزيئات أو الجسيمات الصغيرة، وسط يستطيع
أن يقيس ويزن فيه الجسيمات ويعرف خصائصها بوسائلنا
العادية ومقدرتنا المعهودة، فعمد إلى الحصول على كرات
صغيرة من أنواع مختلفة من الأصماغ يبلغ قطر الواحدة
منها في معظم تجاربه كسراً ضئيلاً من الميكرون (الميكرون
١٠٠٠١ من المليمتر) وقد ترك (بيران) هذه الكرات في عمود