للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

المحامد، فكيف تنكر على رجل مثلي أن يظل بدوي الطبع في زمن توارت فيه الصراحة وكثر فيه تنميق الأحاديث؟

لابد من خلاف بيني وبينك لتجد الأبحاث الأدبية والفلسفية وقوداً يحيا به اللهب المقدس في حياة العقل والوجدان.

فإن ضاق صدرك بهذه الحقيقة واكتفيت بمحاورة الرجل اللطيف الذي يقول أن الصحراء تشكو الظمأ وأن البحر يشكو الري وأن الخير في امتزاج البحر بالصحراء. إن كان ذلك ما يرضيك فشرق في محاورته وغرب كيف شئت وكيف شاء.

ولكن ما رأيك فيمن يصارحك بأن الحيوية لن تشيع في أبحاثك إلا إذا حاورت (الرجل الذي لا يخلو إلى قلمه إلا وفي رأسه عفريت)؟

تلك كلمتك، يا سيدي الدكتور، وأنا عنها راض وبها مختال؟

فما هو العفريت الذي يحتل رأسي حين أخلو إلى قلمي؟

أيكون هو الجن الذي سماه الفرنسيون

إن كان ذلك فأنت تشهد لي بالعبقرية، والقول ما قال طه حسين وهل تكون العبقرية إلا من نصيب من يخاصم رجلاً مثلك في سبيل الحق؟

وما هي المنفعة التي أرجوها من مخاصمتك وأنت رجل يضر وينفع؟

ما هي المنفعة التي أجنيها من مخاصمتك وقد صاحبتك عشر سنين كانت أطيب الأوقات في حياتي؟

يظهر انك لا تعلم انك على جانب عظيم من الجاذبية وأن الرجل العاقل لا يترك مودتك وهو طائع

فما سبب الخصومة بيني وبينك؟

إليك أقباساً من البيان:

منذ أكثر من سبعة أعوام ألقيت محاضرة في الجامعة الأمريكية عن البحتري سجلتها جريدة كوكب الشرق، وشاء (العفريت الذي يحتل رأسي حين أخلو إلى قلمي) أن أنشر في جريدة البلاغ مقالاً عنوانه.

(الدكتور طه حسين يغلط خمس مرات فقط في محاضرة واحدة)

<<  <  ج:
ص:  >  >>