إذا الليل أضواني بسطت يد الهوى ... وأذللت دمعاً من خلائقه الكبر
تكاد تضئ النار بين جوانحي ... إذا هي أذكتها الصبابة والهجر
ومن غزله السافر:
بات الحبيب إلى الصبا ... ح معانقي خداً بخدْ
يمتار فيْ وناظري ... ما شئت من خمر وورد
ومن أبيات له:
تثنت فغصن ناعم أم شمائل ... وولت فليل فاحم أم غدائر
كأن الحجى والصون والعقل والتقى ... لدى، وربات الحجال ضرائر
أقول وقد ضج الحلي بجرسه ... ولم تر فيها للصباح بشائر
فيا رب حتى الحلي مما نخافه ... وحتى بياض الصبح مما نحاذر
هذا ولو شئت أن أذكر للأستاذ المحاضر من شعر أبى فراس الذي لا ينهض مع حكمه الجريء على غزله وتشبيبه لما اتسعت هذه الكلمة العابرة لذلك!
عبد العليم عيسى
إلى مؤلف (الأسمار والأحاديث)
هاأنذا يا سيدي أحد هؤلاء القراء الذين فتنوا بأدبك، وغزوت قلوبهم بسحر بيانك.
هاأنذا يا سيدي أحد هؤلاء القراء الذين أنصفتهم في مقدمة كتابك (الأسمار) وصورت لهم خلجات نفسك فكنت كريماً في مناجاتك، نبيلاً في عباراتك.
لقد زخرت العربية بمؤلفات المفكرين بيد أن كاتباً واحداً لم يسجل آراء الناس وأسمارهم بذلك الأسلوب الحكيم الذي يدعو إلى قراءته، والإعجاب به كما تهيأ ذلك لك.
ذاك فن الأسمار الذي نحن أحوج ما نكون إليه في عصرنا هذا وقد أصبح أدبنا بعيداً عن مجتمعاتنا وأفكارنا.
لقد تهيأ لك ابتكار فن جديد قبل ذلك، حينما نقلت الغزل والتشبيب من الشعر إلى النثر، في كتابك (ليلى المريضة) كما نبه إلى ذلك الأستاذ الجارم بك، واليوم تبتكر جديداً في عالم الأدب فتصور المجتمع وفيه أصحاب العقول الفطرية تصاول العقول المثقفة فتطلق الحكمة