وقد أبلغ الأمر إلى إدارة حفظ الآثار العربية فأوفدت أحد مفتشيها فتسلم القطع الذهبية التي عثر عليها
وقد نقش على أحد وجهيها بالخط الكوفي (لا إله إلا الله وحده لا شريك له) ونقش على الوجه الثاني (محمد رسول الله أرسله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله) وأرخت بالتاريخ الهجري. وهي من الذهب الخالص في حجم القطعة الفضية ذات القرشين ولكنها أثقل منها وزناً.
شعراء البيوتات
يذيع الأستاذ أحمد عبد المجيد الغزالي سلسلة أحاديث أدبية من محطة الإذاعة بهذا العنوان، وقد سمعناه أخيراً في مساء الاثنين ٥ فبراير يتحدث عن الشاعر الأمير أبى فراس الحمداني، فتناول في حديثه جميع أطوار الشاعر، وعرض لفنه ومذهبه في النظر فوفى الكلام في هذا الصدد. ونحن مع إعجابنا بما سمعنا لا نسلم بكل ما جاء في حديثه، فمثلاً يقرر أن أبا فراس لم يكن في غزله كعامة الشعراء، بل كان إذا تغزل تمثل شخصيته العسكرية، وطبيعته الباسلة. ويعنى الأستاذ المحاضر بهذا أن الشاعر لم يذب قلبه في قصائده ومقطوعاته. ويؤيد حكمه على الشاعر بهذه الأبيات:
أراميتي كل السهام مصيبة ... وأنت لي الرامي فكلي مقاتل
وإني لمقدام وعندك هائب ... وفي الحي سحبان وعندك باقل
تسائلني من أنت وهي عليمة ... وهل بفتى مثلي على حاله نكر
ونحن أناس لا توسط بيننا ... لنا الصدر دون العالمين أو القبر
وفي كلتي ذاك الخباء خريدة ... لها من طعان الدارعين ستائر
تقول إذا ما جئتها متدرعاً ... أزائر شوق أنت أم أنت ثائر
والأستاذ الغزالي بقوله هذا ينكر على الرجل عمق إحساسه وشعوره وعواطفه وهي الصفات التي تتفاوت بها معايير الشعر. ولو تروى الأستاذ قليلاً لأدرك أن للرجل في الغزل شعراً يفيض عن إحساس قوى مشبوب، وعاطفة مضطرمة مضطربة. وإن خالجه في هذا شك فليسمع: