الفيلسوف طاغور، وهي بقلم الأستاذين فؤاد البهي وتوفيق أبو السعد. ولقد كنت أطالع هذه الترجمة في شيء من الإكبار والإعجاب، وأغض البصر والعقل عن أخطاء لا تشوه المعنى ولا تضع من المجهود الضخم؛ حتى كانت القطعة الرابعة في العدد ١٥٦ المؤرخ ٢٧ يناير سنة ١٩٤٠، فذهبت أقابل بينها وبين الأصل الإنجليزي مرة، وبين الترجمة التي حملت نفسي عليها مرة أخرى - كدأبي فيما سبق منها - فألفيت هناك اضطراباً يحط من قدر الترجمة.
وأول شيء أخذته على الترجمة هو أن تحيد عن الطريق الذي اتخذه طاغور لنفسه أول ما كتب أناشيده، فهو قد رتبها على نسق يجعل كل نشيد وحدة قائمة بذاتها قد لا تمت إلى ما قبلها ولا إلى ما بعدها بسبب، فميزها بأرقام هي إحصاء لعدد الأناشيد في كل كتاب من كتبه، هذا الترتيب قد أغضى عنه في القطعة الرابعة مما لا يقر الأستاذين عليه أحد.
ثم ابتدأت القطعة الرابعة - ولست أدري كيف خول الأستاذان لنفسيهما أن يضعا هذا الترقيم - بالنشيد العاشر الذي اختلط آخره بأول النشيد السادس عشر طفرة واحدة، وبذلك يكون قد سقط من الترجمة خمسة أناشيد كاملة تقع في اثنتي عشرة صفحة من الأصل الإنجليزي أو قرابة جزء من ثلاثة عشر جزءاً من الكتاب كله. . . ثم راحت الأناشيد يدغم بعضها في بعض دون أي إشارة تنبئ بأن نشيداً انتهى أو أن آخر ابتدأ. . . وفي النشيد السابع عشر جاء المقطع الثاني قبل المقطع الأول. . . وهكذا. . . وهكذا. . . مما يضيق عنه وقتي ولعل هذا الجهد قد ناء بالأستاذين فأرادا أن يتحللا منه في سرعة أو أن يخلصا إلى آخره في غير عناء.
وإنني أناشد الأستاذين في غير تعنت، أن يبذلا في ترجمة هذه الأناشيد ما تستحقه من جهد، وأن يخصاها بما تحتاجه من وقت لتكون الترجمة أقرب شيء إلى الأصل، والسلام.
كامل محمود حبيب
نقود ذهبية من عهد العباسيين
بينما كان أحد الفلاحين يستخرج السماد من بعض التلال الأثرية بناحية سيدي سالم بمديرية الغربية، إذ عثر على ١٩ قطعة ذهبية يرجع عصرها إلى الخلفاء العباسيين، وقد صكت