مع انه إنكليزي يختلف عقلية عن العقلية الألمانية، تأثر بالمحيط الألماني وهجر وطنه وترك لغته وغدا ألمانيا يخلص لألمانيا ويدافع عنها ويطعن على الإنكليز وقساوتهم في معاملة الألمان في الحرب العظمى. اتخذ هذه النظرية قاعدة له في جميع أبحاثه ومقياساً يقيس به للعالم طرّا. وفي كتابه الشهير (أسس القرن التاسع عشر) الذي ظهر في سنة ١٨٩٩ ١٩ يحمل أفكاره. وقد ترجم إلى لغات عديدة وطبع عشرات المرات
يرى في كتابه هذا أن الحضارة البشرية من أولها إلى آخرها نتيجة العمل الجرماني الآري. وكل حضارة ظهرت أو بقعة ازدهرت لابد أن يكون للعنصر الآري، وعلى الأخص الجرماني، يداً فيها فهو في بحثه كالفاحص الكيميائي يحاول تحليل الحضارات ليجد العنصر المسبب وهو العنصر الجرماني الذي خص من بين الشعوب بميزة هداية البشرية والقيادة العالمية. حتى الكتابة أو الأرقام يرى أصلها من الجرمان ومن الجرمان انحدرت إلى الشرق. وعلى ذلك ففكرة كونها شرقية خطأ لا يغتفر. وكذلك آراء العلماء في أن الحضارة أصلها من الشرق لا يرى لها مبرراً ولا دليلاً. والشعوب الأُخرى كلها مقلدة لم تنتج من عندها شيئاً. والحضارة العربية التي يراها ظهرت صدفة كسائر الحضارات السامية أن جاز تسميتها حضارة هي صورة ظاهرية لعمل آري مكتوم
أثر كتاب شامبرلين في الأوساط الألمانية أثراً كبيراً ولاسيما في الأوساط السياسية منها والأوساط الشعبية والوطنية المتطرفة، إلى درجة جعلتها تعتقد أن هنالك مهمة واجبة تقع على عاتق ألمانيا الجرمانية، وهي مهمة قيادة العالم وحق الإشراف عليه، مهمة تكاد تكون سماوية وتحدثنا بعض المصادر أن القيصر الألماني كان معجباً جداً بهذا الكتاب أيما إعجاب ولا سيما بعقيدة الزعامة الألمانية والتبشير بالدين الجديد، على أساس القوة والسيادة التي هي من صفات الجرمان، وان الكاتب هذا وكذلك الفيلسوف النمساوي الاجتماعي كانا من أهم أبطال الدعوة إلى الحرب قبل دول ألمانيا الحرب بحجة أن الحرب أساس كل حضارة، ولإثبات أن العنصر الجرماني هو العنصر الفعال الذي تقع على عاتقه وحدة أمور العالم وحقوق التصرف منذ آلاف السنين.
وفي سنة ١٨٩٤ أسست هنالك جمعية عرفت باسم (جمعية كوبينو) لتقوم بإتمام أبحاث هذا العالم. وقد رأس هذه الجمعية العالم وليمان الذي ألف كتاباً عن عصر النهضة في إيطاليا