للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

وأبى إلا أن يرجع أصل جميع علماء النهضة في إيطاليا وأبطالها إلى أصل جرماني شمالي. يعرف هذا الكتاب بعنوان , ١٩٠٥ أعقبت هذه الجمعية جمعية أُخرى عرفت باسم: (جمعية العناية بالأبحاث العنصرية) ألفها الفريد بلوتني أخذت على عاتقها مهمة البحث العنصري على أسس طبيعية تجريبية لا على الطريقة التاريخية الفلسفية. فعادوا إلى طريقة بلومنباخ وهي الاستعانة بأشكال قحف الرأس في تقسيم العناصر البشرية، وهيئة الجسم وتكوينه، وتكوين علم خاص يتفرع من علم الأنتروبولوجي وهي الطريقة التي اتبعت اليوم في ألمانيا بعد سيطرة هتلر عليها وخضوع الجامعة لإرادة النازي وآرائه.

راجت عقيدة العنصرية خلال الحرب وبعد الحرب ولا سيما بعد استيلاء اليهود على معظم الكراسي في ألمانيا وتشكيلها المجالس المحلية بعد ثورة شهر نوفمبر سنة ١٩١٨ إذ حصلوا على أغلبية كراسي الحكم. وهذا ما روج دعوة أنصار العقيدة العنصرية، إذ تحولت إلى دعاية وطنية غايتها تطهير ألمانيا من العناصر الأجنبية بإعادة الأخلاق الجرمانية القديمة، وهي السيادة والقوة، هذه المبادئ التي تنافي المبادئ الأوربية الغربية الديمقراطية التي حملتها الحرب إلى ألمانيا بطريق اليهودية الحاكمة على ألمانيا ومحاربة كل فكرة تدعو إلى المساواة بين الشعوب والقابليات على حد سواء. فظهر هنالك أساتذة وكتاب أمثال ادلف بارتلس ووغيرهم اتسفادوا من الفرصة وحملوا على اليهودية والماسونية والشيوعية حملات شعواء موجهين نظر الألمان إلى هذه الناحية الحساسة لتمهيد الحكم للدولة الألمانية الثالثة وإعادة حلم الدولة الألمانية المقدسة.

غير أن هنالك جماعة من الفلاسفة شعرت في نفس الوقت بتدهور ألمانيا ووجوب إعادة مجدها. غير أنها رأت تحقيق ذلك عن طريق آخر وهو طريق الثقافة واللغة بتحويل العناصر الغربية والقوميات إلى عنصر ألماني واحد مستدلة على ذلك بأدلة أُخرى ساخرة من قحف الرأس وتركيب الجسم مستدلة بالشعب الأمريكي الذي كون له قحف رأس جديد لا هو إنكليزي ولا هو ألماني ولا هولندي ولا فرنسي، وباللغة التي يدافع عنها ويحاول نشرها مع أن أصله قد يكون من البلطيق أو السويد أو ألمانيا أو غيرها، وكذلك باختلاف شكل الفلاح الألماني وتركيبه عن سكان المدن الألمان، وكذلك أصحاب المهن، وكذلك

<<  <  ج:
ص:  >  >>