الإنكليز الذين هم من عناصر مختلفة، ومع ذلك، فقد أصبح لهم قحف رأس مخصوص، متخذ في الأرض والمحيط عاملاً مهماً في العنصرية والقابلية البشرية. وغايتهم من ذلك غاية وطنية كذلك، وهي ربط اليهود والألمان الذين في الخارج، وتجنسوا بجنسيات أجنبية عن طريق الثقافة واللغة، وتكوين ألمانيا عظيمة بدلاً من تنفير هؤلاء، وجلب السخط العالمي العام على الشعب الألماني.
غير أن استيلاء هتلر على زمام الحكم قضى على كل معارضة طبعاً للعنصرية، وحرم أي كتاب يعارض العقيدة. وأخذ يصنف للألمان العناصر الموجودة في ألمانيا، فتوصل إلى وجود خمسة عناصر أصلية وخمسة أُخرى فرعية في الدماء الألمانية ولم يتوصل إلا إلى نسبة تقدر باثنين في المائة من الدماء الجرمانية الشمالية النقية. ولكن هنالك مع ذلك اختلافاً أيضاً في التقسيم: هل تعتبر المظاهر الخارجية والتركيب العضوي للجسم أساس التقسيم، أو العوامل الروحية والنفسية فقط أو كلاهما؛ فظهرت آراء للأساتذة: وغيرهم. وقد أعدت لأجل ذلك معاهد خاصة ومستشفيات ومختبرات تقوم بالتجارب المختلفة لتكوين علم جديد كسائر العلوم الأُخرى أن لم نقل انه أهمها
ويمكن أن نعتبر هذا العلم الذي تكون حديثاً قطب العلوم طرأ في ألمانيا الحالية، فعليه أن يقسم العناصر البشرية إلى أصول وفروع، والى أمم منتجة ذات قرابة مع الأمم الجرمانية وصلة، والى أمم كتب عليها ألا تقوم في التاريخ بأي دور أو حدث كالشعوب السامية والحامية وما يتفرع منها. ووظيفة الجامعة الألمانية الحديثة أن تكيف علومها وفق هذه العقيدة. ولاشك أن تلك مهمة صعبة شاقة ولاسيما في العلوم العقلية منها فالتاريخ يجب أن يقلب رأسا على عقب، والقرون الأولى ستبدأ بالجرمان وتاريخ أوربا، ثم ينتقل إلى التاريخ الآشوري والبابلي والمصري والحوادث التاريخية والحضارة البشرية يجب أن تغربل غربلة ليعثر على العنصر الآري الفعال الذي هو بذرة كل حضارة. وتلك مهمة صعبة جداً كما يظهر، لذلك لاقى أساتذة التاريخ خصوصاً المتقدمين منهم صعوبات في هذا الفن، أدت إلى إخراج معظم مدرسي التاريخ من الجامعات وإحلال عناصر جديدة من الشباب محلهم. وكذلك قل عن الفلسفة وعلم التربية والاجتماع والاقتصاد وغيرها بل حتى العلوم الطبيعية منها يجب إهمال أعمال وأسماء الأساتذة الذين ليست لهم صلة بالعرق الآري أو نسب.