أساس الحضارة العالمية والمدنية وكل إنتاج بشري عقلي أو مادي هو (الدماء) فعلى الشعب الآري لذلك أن يحافظ على دمه من الاختلاط بالدماء الأخرى، إذ متى اختلط بالدماء البعيدة حلت بالشعب الكارثة العظمى وذهبت السعادة الأبدية إلى الأبد وفسدت الروح والبدن، وسقط العنصر القوي إلى أسفل درجة من الضعف والاستسلام. على هذا وضعت قوانين (نورنبرك) في منع أي آري في ألمانيا من الزواج بغير الآريين مهددة المخالف بأقسى العقوبات، وكذلك في طرد نصف الآري، أي الذي ينتسب إلى أب أو أم غير آرية، أو ربع الآري أي الذي ينحدر من جد أو جدة غير آرية - من الخدمة لفساد الدماء في مثل الأجسام.
ويرى معارضو هتلر والنازية في عقيدة العنصرية هذه فكرة (الجبر) فما دام الدم هو العنصر المنتج للحضارة فلم إذا هذه المدارس وتلك الجامعات، ولم تلك النفقات الباهظة التي تنفق في سبيل تربية الأحداث؟ ومن الغريب أن هتلر ينعى على اليهودية قولها بنظرية الشعب المختار والنازية نفسها تقول بهذه الفكرة باختيار الشعب الجرماني وحده بين الشعوب وتفضيله على الشعوب الأُخرى بالإنتاج والعلم والابتكار.
معالجة مشكلة الدماء تحل كل مشكلة، ولذلك يجب تقوية الجسم والمحافظة على الدم فيه نقياً سالماً. ومتى حوفظ عليه حوفظ على الحضارة العالمية والمدنية البشرية، والسيادة الأوربية. الحضارة هم وليدة الدماء، والقوة هي وليدة الدماء، والجمال والفن كذلك.
هذه هي فلسفة الوطنية الاشتراكية، تجعل الروح وليدة المادة. ومن الغريب أيضاً أن الشيوعية التي يقومها هتلر في كتبه تجعل العوامل الروحية مصدرها المادة، مع أن هتلر وروز نبرك يعتمدان في آرائهما العالمية ووجهة نظرهما الفلسفية على الروح.
بين هذه النظرة وبين مبدأ الأوجينيك قرابة عظيمة. والوطنية الاشتراكية في نظرتها العنصرية مدينة لهذا المبدأ أيضاً. القواعد التي وضعها العالم الفرنسي (١٨٢٠ - ١٩١١) والتي أطلق عليها الاسم المتقدم لأجل تكوين أجيال صالحة بمعالجة الجسم بقواعد عرفت (بقواعد كالتون) والتي تعتمد على الوراثة في الدرجة الأولى ونظريات (١٨٢٢ - ١٨٨٤)(١٧٤٤ - ١٨٢٩) وداروين
أراد نيتشه الفيلسوف الألماني في زمانه إصلاح الأخلاق بالإصلاح العضوي لتقوية