للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ويرضيك، إلى أن تعرف كيف تفرض رأيك وأسلوبك على أولئك القراء!

وتقول انك بكيت ما طاب لك البكاء حين قرأت مقال أحد الكتاب عن (نميمة الأسلوب) وأنا بكيت كما بكيت، ولكن فاتك أن تعرف أن ذلك الكاتب لم يشجك ولم يشجني إلا لأنه تحدث عن قلبه بأسلوب صريح يجب أن أتحدث به عن قلبي أو تتحدث به عن قلبك، وهنا تظهر قيمة العقيدة الأدبية، إن كانت تهمك في كثير أو قليل.

صديقي:

ما أحب أن أطيل القول في مخاطبتك، فأنت تعرف عن نفسك أكثر ما أعرف، وإنما يهمني أن تدرك جيداً أن قلبي معك وأنه لم يقد من الصخور والجلاميد حتى يجهل القيمة الذاتية لعطفك عليه بلا مواربة ولا رياء.

وسيأتي يوم يكون فيه للقلم دولة، وفي ذلك اليوم وهو قريب تعرف فضل روحك في إذكاء المشاعر والعواطف والقلوب.

فإن فاتك أن تكتب كما أكتب وكما يكتب الزيات فلن يفوتك أن تكون من أهل القدرة على تأريث جذوة الأحاسيس.

ومن أنا؟ ومن الزيات؟ ومن الكتاب المصطفون عندك؟

نحن قوم كوتنا صروف الأيام والليالي، فإن اكتوت يدك كما اكتوت أيدينا فستملك من السيطرة على القراء أكثر مما نملك وقد يلقاك الدهر بأفضل وأجمل مما يلقانا، وهو عندنا غادر جحود

قد عيب علينا، يا صديقي، أن نشكو الدهر ونحن في سعة من العيش، وسيرتقي ذوقك فتدرك أن الخواص لا يشكون جوع البطون، وإنما يشكون جوع القلوب.

وآه ثم آه من جوع القلوب!!

زكي مبارك

رأي الأستاذ النشاشيبي في نهج البلاغة

سيدي الأستاذ صاحب (الرسالة الهادية)

الرجاء أن تتكرموا بنشر ما في أضعاف كتابي علامة العربية وأديبها العبقري الأستاذ

<<  <  ج:
ص:  >  >>