في الإنجليزية اسمان: اسم جرماني الأصل يطلق على الحيوان مادام حياً: , , , واسم آخر فرنسي الأصل يطلق عليه بعد ذبحه وإعداده للطعام: , , ,
والألفاظ الأصيلة للغة الغالبة ينالها كثير من التحريف في ألسنة المحدثين من الناطقين بها (المغلوبين لغوياً)، فتبعد بذلك في أصواتها ودلالاتها وأساليب نطقها عن صورتها الأولى ويبلغ بعدها هذا أقصى درجاته إذا كانت اللغة المقهورة من فصيلة أخرى غير فصيلة اللغة الغالبة كما سبقت الإشارة إلى ذلك بصدد البلغارية القديمة والصقلبية
والألفاظ الدخيلة التي تقتبسها اللغة الغالبة من اللغة المغلوبة ينالها كذلك كثير من التحريف في أصواتها ودلالاتها وطريقة نطقها، فتبعد في جميع هذه النواحي عن صورتها القديمة، ويظهر هذا بالموازنة بين الكلمات الإنجليزية الآتية والكلمات الفرنسية التي اقتبست منها: , , فإن كل كلمة منها تختلف عن أصلها اختلافاً غير يسير في صوتها ودلالتها وطريقة النطق بها. حتى أن الفرنسي الذي لا يعرف الإنجليزية لا يكاد يتبينها أو يدرك مدلولها إذا سمعها من إنجليزي - وليست هذه الظاهرة مقصورة على الاقتباس الناشئ من الصراع بين لغتين، كتب لإحداهما النصر، بل هي ظاهرة عامة تتحقق في جميع الحالات التي يحدث فيها انتقال مفرد من لغة إلى أخرى.
وتقطع اللغة المغلوبة في سبيل انقراضها مراحل كثيرة تمتاز كل مرحلة منها بمظهر خاص من مظاهر الانحلال وضعف المقاومة ففي المرحلة الأولى تقذفها اللغة الغالبة بطائفة كبيرة من مفرداتها فتوهن بذلك متنها الأصلي وتجرده من كثير من مقوماته ولكن اللغة المغلوبة، تظل طوال هذه المرحلة محتفظة بقواعدها ومخارج حروفها وأساليبها في تطبيق الكلمات: فيؤلف أهلها عباراتهم ويصرفون مفرداتهم وفقاً لقواعدهم التنظيمية والمورفولوجية: (السنتكس والمورفولوجيا، أو النحو والصرف). وينطقون بألفاظهم الأصلية وما انتقل إليهم من ألفاظ دخيلة طبقاً لأسلوبهم الصوتي ومخارج حروفهم؛ حتى أنهم ليستبدلون في الكلمات الدخيلة بالحروف التي لا يوجد لها نظير لديهم حروفاً قريبة منها من حروف لغتهم. . . وفي المرحلة التالية تتسرب إلى اللغة المغلوبة أصوات اللغة الغالبة ومخارج حروفها وأساليبها في نطق الكلمات. فينطق أهل اللغة المغلوبة بألفاظهم الأصيلة، وما انتقل إليهم من ألفاظ دخيلة من نفس المخارج. . . وبنفس الطريقة التي يسير عليها النطق في اللغة