قرأت في العدد (١٥٩) من السياسة الأسبوعية رداً على نقدي لأناشيد البستاني. وفي الحق لقد أعجبني من الأستاذين فؤاد البهي وتوفيق أبو السعد أن يتقبلا النقد في صدر رحب، وأن يستسيغا في هدوء؛ غير أني لا أستطيع أن أومن معهما بأنهما يريدان أن يعيشا (وهذا الشاعر في لحظات من السمو والقداسة والجمال. . .) لأنني مازلت أرى أن هذا العمل تعوزه الدقة والاهتمام، ويفتقر إلى العناية والأناة
وإذا كان المعربان قد ألقيا مسئولية الغلطات السابقة على عاتق (عامل المطبعة) برغم أن من ورائه من يراجع ويصحح، فلا ضير، فأنا أغتفرها جميعاً (عامل المطبعة)؛ ثم أعود إلى الأناشيد المنشورة في العدد (١٥٩) فأقول:
لقد جاء في المقطع الأخير من النشيد الخامس والعشرين: وهنا من تنوء أقدامي بأثقال قلبي. (كذا) وهذه عبارة لا أستطيع فهمها على ما فيها من أخطاء في اللغة والمعنى معاً. فأول ما يجذب النظر في هذه العبارة هي كلمة: أقدامي. فهل كان للشاعر أكثر من قدمين؟ وهذه غلطة تكررت في المقطع الرابع من النشيد الثلاثين حيث كانت الترجمة: أقدامك في حمرة الورد. . . والشاعر هنا يعني قدمي الحبيبة. وفي التعبير اللغوي غلطة أخرى، فهناك فرق بين (تنوء قدماي بأثقال قلبي) وبين (تنوء أثقال قلبي بقدمي) والمعنى الأخير هو الذي يريده الشاعر في نشيده
وجاء في النشيد السادس والعشرين (لو تفضلت علي بزهرة برية فسأحفظها بين طيات فؤادي وإن لم أحظ إلا بشوك واخز) وهذا حديث فيه أخذ ورد بين الحبيبين يجب أن يكون هكذا:
- لو تفضلت علي بزهرة برية فسأحفظها بين طيات فؤادي
- وإن لم تفز مني إلا بالشوك؟ ثم يتم الحديث بينهما وسقط من هذا النشيد ثلثه الأخير وترجمته كما يأتي:
- ليتك ترفعين إلى وجهي نظراتك الحبيبة مرة واحدة. إذ تنفثين في حياتي السعادة الأبدية