- نعم، نعم إنني أعرفك أيها السائل الرفيق، فأنت تطلب كل ما أملك
وبعد فإن زحمة العمل تحول بيني وبين أن أفند كل ما أجد في الأناشيد، وإن مقدرة الأساتذين كفيلة بأن توفر علي جهداً أدخره لأشياء أخر، والسلام
كامل محمود حبيب
مجلة العصبة في عامها السادس
دخلت زميلتنا (العصبة) في يناير عامها السادس وهي أقوى ما تكون إيماناً برسالتها العظيمة وصبراً على جهادها الجاهد. و (العصبة) - كما يعلم قراء (الرسالة) - مجلة شهرية للأدب والفن يصدرها في سان باولو الأستاذ المجاهد (حبيب مسعود) وتحررها جماعة العصبة الأندلسية، وهي بحق سفارة الأدب العربي بين أهله في الموطن وبينهم في المهجر، تصل ما بينهم بوشائج روحية من نسب الفكر والبيان والأمل والذكرى، وتلقي في روعهم على الدوام أن لهم تاريخاً ولغة وأدباً وأمة حتى لا يفقدوا على تراخي الزمن ونزوح الدار مقوماتهم الجنسية والوطنية فيذوبوا في عمار الأمم
وبين يدينا الآن عددها الممتاز الذي اعتادت أن تصدره في آخر كل مرحلة من مراحلها البالغة؛ وهو طرفة من طرف الأدب النادرة يقع في نحو ١٨٠ صفحة ويمتاز من سوابقه بغزارة مادته ووفرة صوره وجمال تنسيقه وتنوع موضوعاته، وكان المظنون أن يكون أبناء العروبة في أقطارها عوناً لهؤلاء الأدباء المجاهدين الصابرين على رفع لوائها في بلاد العرب، ولكنا نستنتج وا أسفاه من فاتحة هذا العدد وخاتمة هذه المرحلة أن الأدب الحر والصحافة الرشيدة هما في كل مكان تضحية ومحنة. فقد قال محررها الفاضل فيما قال:
(. . . أما عدتنا فمحدودة، لأن الفئة التي تقبل على صحيفة من طراز (العصبة) قليل عددها بالنسبة إلى تلك الفئة التي لا يهمها من الصحيفة غير أن تكون متحفاً للأشخاص لا معرضاً للأفلام
حبذا لو أننا عند آخر كل مرحلة نقول: لا علينا ولا لنا. غير أن (على) حليفتنا الأمينة. وما في ذلك لغز وإبهام، لأن ما ننفقه مستمد أكثره من المشتركين لا من موارد أخرى تغني