عن الاشتراكات. ومع ذلك ليس للتذمر مجال في أنفسنا، لأن الجندي في ساحة الحرب لا يتطلب مائدة تبسط عليها ألوان الطعام والشراب ولا فراشاً وثيراً. وحسبنا من جهادنا أن نترك صفحة نقية في تاريخ الصحافة العربية في المهجر. . .)
اشتراك (العصبة) في السنة ستة دولارات أمريكية وعنوانها:
, ١٨١٢
بين بشر وشاكر
الزلزلة تفيد في اللغة معنى الاضطراب والتقلقل، ولكن هل هذه الإفادة تجيز أن يقال إن (الأذن تزلزل طربا) بمعنى الاضطراب والتقلقل؟
الدكتور بشر فارس يجيز هذا، لأنه يرى مجاورة في لغة العرب بين الزلزلة والطرب، وهو يسوق على ذلك الشواهد ويعزز رأيه بنصوص من كلام البلغاء، ولكن يغيب عنه أن هذه المجاورة - في كل الشواهد التي جاء بها - تعتمد على أساسين: جواز الاضطراب والتقلقل على الشيء أولاً، وإن كان الإحساس والشعور بهذا الاضطراب والتقلقل ثانياً.
وقد لمس الأصل الأول منهما الأستاذ المحقق محمود محمد شاكر، ومن هنا كانت موضع مؤاخذته على صاحبه أن يقول:(أذني زلزلت طربا). وهو يقرر أن شرط مجاز الزلزلة أن يكون الشيء يتحرك ويضطرب ويتقلقل. ومن هنا يصح عنده القول إن الرجل يتزلزل، والأقدام والأيدي والرؤوس والقلوب وما إليها من سائر أعضاء الإنسان المتحركة حركة ما، وكذلك الحيوان كالإبل جاء راعيها (يزلزلها)، ولكن لا يصح عند ظنه القول بأن الأذان تتزلزل من الطرب أو الغضب (أو تحت تأثير أي انفعال آخر)، لأن الأذن لا تتحرك، وهذا صحيح!
ولكن الدكتور بشر فارس يرى الأذن تهتز طبلتها على جانب المماثلة لحركة مصدر الصوت، ومن هنا يجوز عنده أن يقال إن الأذن تتحرك ويصح رأيه في أن الأذن تتزلزل طرباً. ولكن هذه الحركة الاهتزازية لا يمكن الشعور بها، وشرط مجاز الزلزلة ليس