الشريعة خطبته الجامعة التي بين فيها أصول الدين، وحقوق الإنسان وأعلن فيها المساواة، وحقن فيها الدماء وبين الحدود، وحشد فيها الفضائل الإسلامية
وزاد في جلال الموقف ورهبته إشعار النفوس أن محمدا عليه السلام يودع المسلمين ويتوقع اقترابه من اليوم المحتوم، ويستشرف إلى الرفيق الأعلى
قال صلى الله علية وسلم: (الحمد لله، نحمده ونستغفره ونتوب إليه. ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا. من يهد الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدا عبده ورسوله. . . أوصيكم عباد الله بتقوى الله، وأحثكم على طاعة الله، وأستفتح بالذي هو خير. أما بعد:
أيها الناس، اسمعوا مني أبين لكم، فإني لا أدري. . . لعلي لا ألقاكم بعد عامي هذا، في موقفي هذا
أيها الناس، إن دماءكم وأموالكم عليكم حرام، إلى أن تلقوا ربكم، كحرمة يومكم هذا، في شهركم هذا، في بلدكم هذا. ألا هل بلغت؟ اللهم اشهد
فمن كانت عنده أمانة فليؤدها إلى الذي ائتمنه عليها. وإن ربا الجاهلية موضوع
أيها الناس: إن الشيطان قد يئس أن يعبد في أرضكم هذه ولكنه رضى أن يطاع فيما سوى ذلك مما تحقرون من أعمالكم. ألا هل بلغت؟ اللهم اشهد
إن لنسائكم عليكم حقا، فعليكم رزقهن وكسوتهن بالمعروف. وإنما النساء عَوانٍ أخذتموهن بأمانة الله، فاتقوا الله في النساء، واستوصوا بهن خيرا
أيها الناس، إنما المؤمنون إخوة، فلا يحل لامرئ مال أخيه إلا عن طيب نفسه. ألا هل بلغت؟ اللهم اشهد
فلا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم أعناق بعض؛ فإني قد تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلوا: كتاب الله. ألا هل بلغت؟ اللهم اشهد
أيها الناس. إن ربكم واحد، وإن أباكم واحد؛ كلكم لآدم، وآدم من تراب. أكرمكم عند الله أتقاكم. ليس يُعرف فضل لعربي على عجمي إلا بالتقوى. ألا هل بلغت؟ قالوا: نعم. قال: فليبلغ الشاهد منكم الغائب. . .)
بتلك الخطبة الحافلة بأسمى المعاني الإنسانية، تمت كلمة الله صدقاً وعدلاً، فاكتمل أمر