للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

السيف في رقابهم؟ ويح يثرب! خلت من يهود!

- وكأنك أنت الذي جنى عليهم يا حيي، حركتهم ليثوروا على محمد وينبذوا له عهده. وأطعمك في ذلك اجتماع الأحزاب عليه، ولكنه سرعان ما خذل الأحزاب. وفت في عضدهم، وسرعان ما انقلب محمد على بني عمنا، فشفى غيظه منهم

- أجل؛ وما أردت أن يطعن محمد بخنجرين، أقتلهما الذي يأتيه من وراء ظهره! ولكني كلما دبرت كيداً أبطله بسحره، وكأنه ملهم يوحى إليه!!

- أو تشك في أنه النبي؟! وأنت من أهل العلم والكتاب

- كلا، ما ارتبت فيه. ولكنه جاءنا من العرب وحسبناه من إسرائيل! كيف نتبعه فيعلو به أجلاف الأعراب على أهل الكتاب؟ لا ورب موسى لا نلقى إليه انقياد أبدا، وسنظل على بغضه وحربه حتى نفنيه أو نفنى دون ذلك.

- أتظن الرجل الذي خضعت قريش له وطلبت منه السلام في (الحديبية) ينكسر لنا؟ ما أظنه أسكت قريشاً إلا ليثور علينا وعلى قبائل العرب. أليس هو الذي يقول:

(أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا كلمة الإسلام فإذا قالوها حقنوا مني دماءهم)

- ولكن قريشاً لم تقلها

- ستقولها يوم أن يجلب عليها بخيله ورجله، ويخيرها بين الكلمة أو السيف

- ونحن أيتركنا ههنا؟

- أخاله سيتعقبنا

- أو بلغك نبأ؟

- أما من محمد فلا؛ كيف يدري الناس من أمره شيئاً وهو حول قلب؟ إذا أراد أن يحارب شمالاً أتجه جنوباً!

- ومن أدراك إذن بما تقول؟

- إنها رؤيا رأتها بنتك التي تحتي فأولتها

- صفية بنتي! إنها لترى وكأنها ترى بعينيها! ماذا رأت الخبيثة؟

- كأن قمراً من السماء سقط في حجرها

- إنه وايم الحق محمد!

<<  <  ج:
ص:  >  >>