والعواطف والأحاسيس. هي قهر الفتيان والفتيات على تجميل مذاهبهم الحيوية في تناول شؤون الوجود
وهل من العيب أن يقال أن كل فتىً يسرّه أن يكون موضع الإعجاب من إحدى الفتيات؟
اتركوا النفاق لحظة واحدة واسمعوا صوت الحق
إن الطالب في كلية الآداب لا يستطيع ولن يستطيع أن ينسى إنه محوط بأرواح لطاف ستنال حياته الحاضرة بالتغيير والتبديل. وهذا الطالب أحد رجلين: رجل بسيط يتجمل بالظواهر والأشكال فيحرص على هندامه بعض الحرص أو كل الحرص، ليظهر أمام الفتيات بمظهر مقبول. ورجل عبقري الروح لا تهمه المظاهر والأشكال، وإنما يهمه أن يكون رجلاً يملك السيطرة بالمنطق والعقل والبيان
ومن هنا يجوز لكم أن تنتظروا مطلع الشمس من هذه الكلية، يوم يكون فيها طالبات لا يرون الرجولة في المظاهر والأشكال، وإنما يرون الرجولة في فحولة الأفكار والآراء والعقول. وإنما اخترت كلمة (يرون) بهذه الصورة الصرفية لأن بنات هذه الكلية (سيكونون) في إسناد الضمائر (مساوين) للرجال في مضمار المذاهب والآراء
ولن يقع ذلك بدون فوضى اجتماعية، ولكن تلك الفوضى ستصنع الأعاجيب في تأريث القلوب والعقول
أنا أكره الفوضى، وأرجو أن تخلو منها حياتي وحياتكم وحياة الأساتذة بهذه الكلية، إن صح أن فيكم وفيهم من ابتلته المقادير بالشكاية من اضطراب المجتمع الجديد
ولكني أقف هنا موقف المؤرخ لظاهرة من الظواهر الأدبية في معهد قد اشتغلتُ فيه بالتدريس أربع سنين، ومن حقي عليه أن يسمح بأن أجهر في رحابه بقول الحق، فأقرر أن الأدب يزدهر في عصور الفوضى الاجتماعية
وهل أراني في حاجة، بعد الذي سلف، إلى أدلة وبراهين؟