والمرأة الوديعة لا تخلُق الأديب، وهل في الدنيا مرأةٌ وديعة؟
غضبة الله على جميع بنات حوّاء!
وما يهمني أن أدعوكم إلى الاصطباح والاغتباق بما عند الرعابيب من نزق وطيش، فلست من أنصار الفوضى الاجتماعية. واشتراك المرأة في المجتمع يجره حتما إلى الفساد والاضطراب، وإنما يهمني أن أنص على أن الشر الذي يصحب حياة المرأة يؤرث الحاسة الأدبية والفنية، بفضل ما يؤرث من الأذواق والأحاسيس
وفي الدنيا أحبار ورهبان وأشياخ كفاهم الله شر المرأة، فعاشوا سعداء، لا ينتقلون من البيت إلا إلى المعبد، ولا من المعبد إلا إلى البيت، وذلك نموذج للحياة الخالصة من شوائب القلق والانزعاج
ولكن هؤلاء لن يصيروا أدباء، ولن يكون لهم مكان بين أقطاب الفكر والعقل والذوق، وإن ظفروا بنعمة عظيمة هي السلامة من شر الناس
وما لي أبعُد بكم في عرض الشواهد؟ نحن اليوم في كلية الآداب؟ فما هو السر في تفوق هذه الكلية من الوجهة الأدبية؟ أيكون السر في أنها تدرس علوماً لا تدرس في الأزهر ودار العلوم؟
إن كان اختلاف العلوم هو سر التفوق فمن حق الأزهر أن يقول إنه يدرس علوماً لا تدرس في كليات الجامعة المصرية. ليس السر في المكان، وإنما السر في السكان، كما يقول أهلنا في الريف
إنما تتفوق كلية الآداب بسبب ما تعاني من الفوضى الاجتماعية فهي أول معهد يلتقي فيه الفتيان والفتيات بلا تحجّب ولا مداراة، فإن لم تكن أول معهد يلتقي فيه الفتيان والفتيات في الدرس الواحد فهي أول معهد كثر فيه بنات حواء حتى بلغ عددهن المئات
ومن المؤكد أننا غير راضين في سرائر أنفسنا عن هذه الصورة من صور المجتمع، وليس فينا من يطمئن كل الاطمئنان إلى أن تكون ابنته غرضاً للعيون، يتأثر خطواتها من يشاء من أهل الفضول.
كلية الآداب في فوضى اجتماعية بشهادة الأفاضل من رجال الدين وبشهادة الأستاذ أمين الخولي. وفي هذه الفوضى إثم كبير وفيها منافع، فما هي تلك المنافع؟ هي إذكاء المشاعر