أمام اللغة الفرنسية في المناطق التي تغلغل فيها نفوذ الفرنسيين، وأمام اللغة الإسبانية في المناطق التي تغلغل فيها نفوذ الإسبانيين حتى كادت تنقرض في كلتيهما. - واللهجات السلتية التي كان يتكلم بها معظم السكان بايرلندا واسكتلندا وويلز قد أخذت تنهزم أمام اللغة الإنجليزية منذ أن تغلغل نفوذ إنجلترا في هذه البلاد، حتى زالت من لغة الأدب والكتابة، وكادت تنقرض انقراضاً تاماً من لغة الحديث. وهكذا كان مصير اللهجة السلتية التي بقيت بمقاطعة البريتون (في القسم الغربي من فرنسا على سواحل الأطلانطيق)، فقد أخذت تنهزم أمام اللغة الفرنسية منذ أن تغلغل نفوذ فرنسا في هذه المقاطعة، حتى لم يبق لها إلا آثار ضئيلة في لغة الحديث بين الأميين من الشيوخ. - واللغة الفرنسية قد تغلبت على لهجات المناطق المجاورة لها ببلجيكا وسويسرا؛ فأصبحت الآن لغة الحديث والكتابة لجميع سكان والونيا ببلجيكا ولنحو ٢٢ % من سكان سويسرا - واللغة الإيطالية قد تغلبت على لهجات المناطق المجاورة لها بسويسرا، فأصبحت الآن لغة الحديث والكتابة لنحو ٥ , ٣ % من سكان هذه الجمهورية
وعلى هذا الأساس نفسه تتغلب في المملكة الواحدة لغة المقاطعة التي تكون بها العاصمة أو يكون لأهلها السلطان والنفوذ؛ فلوقوع عاصمة بلجيكا (بروكسل) في مقاطعة والونيا ذات اللسان الفرنسي، ولأن سكان هذه المقاطعة يتمتعون بقسط كبير من النفوذ والسلطان في هذه المملكة، أخذت اللغة الفرنسية تتغلب على الفلامندية (لغة القسم الشمالي من بلجيكا المسمى (فلاندر)) وتنتقصها من أطرافها. ولوقوع عاصمة سويسرا (برن) في القسم الناطق بالألمانية، ولأن سكان هذا القسم يتمتعون بأكبر قسط من النفوذ والسلطان وتتألف منهم الأغلبية الساحقة (يتكلم الألمانية في سويسرا نحو ٧٠ % من أهلها) أخذت اللغة الألمانية تطغي على ألسنة الناطقين بالفرنسية من السويسريين. وقد أخذت لغة قريش قبيل الإسلام تتغلب على اللغات المضرية الأخرى، لما كانت تتمتع به من سلطان أدبي، ويستأثر به أهلها من نفوذ ديني وسياسي
وفي كلتا الحالتين السابقتين لا يتم النصر غالبا لإحدى اللغتين إلا بعد أمد طويل يبلغ أحياناً بضعة قرون، فالصراع بين الألمانية والفرنسية بسويسرا قد بدأ منذ عهد سحيق؛ ومع ذلك لم يتم بعد للألمانية النصر النهائي. والصراع بين اللغة الفرنسية واللسان السلتي الذي يتكلم