وهي على ١٢ كيلاً شمالي الطور وعلى ١٣٠ كيلاً إلى الجنوب والغرب من قلعة النخل.
وهي مذكورة في التوراة في أخبار إبراهيم وموسى. ففي سفر التكوين أن إسماعيل سكن برية فاران وأخذت له أمه زوجة من مصر. وفي التثنية:(هذه هي البركة التي بارك فيها موسى رجل الله بني إسرائيل قبل موته فقال: جاء الرب من سينا، وأشرق لهم من سعير، وتلألأ من جبل فاران. . .).
وعلى مقربة من الوادي جبل شاهق جداً يفرع الجبال كلها يسمى جبل سربال، ويقال إنه جبل المناجاة الذي تجلى فيه الله سبحانه لموسى عليه السلام.
وبعد أن طعمنا خرجنا من الدير والساعة واحدة بعد الظهر فسرنا بين أشجار ونخيل متكاثف خمساً وعشرين دقيقة بالسيارات. ورأينا على عدوة الوادي اليسرى أنقاباً في الجبل، يقال إنها قبور قديمة كان أهل فاران يدفنون موتاهم فيها.
والنخيل في هذا الوادي متروك بطبيعته لا يؤبر ولا يقلع فسيله فترى نخلات كثيرة من أصل واحد، وترى جريد النخلة أو كربه يابساً حول جذعها طبقات بعضها فوق بعض لا يقطع ولكن يجف فيسقط أو يبقى معلقاً في الجذع.
وقد سألت رجلين هناك: لماذا لا تقطمون الجريد؟
قالا: لنصعد عليه.
قلت: إن النخل لا يثمر كثيراً إذا لم يقطع جريده كل عام.
هل تعرفون ما يفعل أهل مصر بالنخيل؟
قالا: نعم.
قلت: فلماذا لا تفعلون فعلهم فيكثر ثمر نخيلكم؟
فسكتا.
وبعد خمسين دقيقة من فاران، رأينا أشجاراً كثيرة من الطرفاء، ثم سرنا في أرض جرداء إلى أن مررنا بجبلين متقاربين مشرفين على الطريق، بينهما ممر ضيق يسمى (بويب فاران)؛ ثم عطفنا إلى اليمين إلى واد يسمى (واد الشيخ)، أو وادي النبي صالح، وسأذكره فيما بعد.
وجئنا إلى أرض مرملة ساخت فيها بعض السيارات وتقدمت السيارات التي تجنبت هذه