للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قال صاحب المثل السائر: وهذا معنى غريب استخرجه الحجاج من القرآن الكريم، ويكفي الحجاج فطانة الفكرة أن يكون عنده استعداد لاستخراج مثل ذلك

٢ - خرج المنصور العباسي إلى قتال أبي يزيد الخارجي في جماعة من الأنصار. فلما واجَه الحصن سقط الرمح من يده، فأخَذه بعضهم فمسحه وقال:

فألقت عصاها وأستقرّ بها النوى ... كما قرّ عيناً بالإياب المسافر

فضحك المنصور وقال: لم لا قلت: فألقى موسى عصاه؟

فقال الرجل: يا أمير المؤمنين، العبد تكلم بما عنده إشارات المتأدبين، وتكلم أمير المؤمنين بما أنزل الله على النبي من كلام رب العالمين

فكان الأمر على ما ذكر، فأخِذ الحصن وتم الظفر للمنصور

٣ - قلّد المأمون خالدَ بن يزيد بن مَزْيد ولايةَ الموصل، فمر خالد ببعض الدروب فأندقّ اللواء! فأغتمّ خالد بذلك وتطّير منه! فقال أبو الشّمقمق:

ما كان مُنْدَقُّ اللواء لطيرةٍ ... يُخشَى ولا سوءٍ يكون معجَّلا

لكنّ هذا العُودَ أضْعَفَ مَتْنَهُ ... صِغَرُ الولاية، فاستقلّ الموْصِلا

ففرح خالد! وكتب صاحب البريد بذلك إلى المأمون، فزاده ديار ربيعة، وأعطى خالدٌ أبا الشمقمق عشرة آلاف درهم

٤ - كان المنصور بن أبي عامر الأندلسي إذا سار لغزوة، عقد لواءه بجامع قرطبة ولم يسرْ إلى الغزوة إلا من الجامع

فاتفق أنه في بعض حركاته للغزو توجه إلى الجامع لعقد اللواء، فاجتمع عنده القضاة والعلماء وأرباب الدولة، ورفع حامل اللواء اللواءَ، فصدهم ثريّا من قناديل من قناديل المسجد فانكسرت على اللواء، وانسكب عليه زيتها! فتطير الحاضرون من ذلك، وتغير وجه المنصور!

فقام رجل وقال: أبشر يا أمير المؤمنين بغَزَاة هيّنة وغيبة سارّة! فقد بلغت أعلامك الثريّا، وسقاها الله من شجرة مباركة!

فاستحسن المنصور ذلك، وكانت هذه الغزوة من أبرك الغزوات!

٥ - كان سيف الدولة بن حمدان، قد ضرب خيمة كبيرة عجيبة الصنع (بميّا فارقين) فهبت

<<  <  ج:
ص:  >  >>