- هذا العجوز الذي ظهر سكيراً في فلم العزيمة؟ إنه ممثل ممتلئ حقاً ولكني لم أكن أحسب أنه يعلم ما لا يعلمه ماركوني. . .
- ويعلم ما لم يكن يعلمه فرويد كذلك
- ما شاء الله! لعله اخترع آلتين تتزاوجان وتنجبان البنات من الآلات والصبيان!
- بل تمكن من إيجاد إنسان يعيش من غير غريزة فرويد فيستطيع أن يتحادث مع الطير والحيوان
- على طريقة سيدنا سليمان؟
- إذا لم تكن هناك إلا طريقة سليمان فهو إذن على طريقة سليمان. وهو إذن يعيش بين دجاجه وأرانبه وإوزه وكلابه ومعيزه ملكا مدبراً حكيماً إلا أنه يأكل رعاياه
- وكنت تريد ألا يأكل منها
- ربما كان هذا أحلى؛ ولكن الذي يصنعه على أي حال حلال؛ فلا ريب أنه للإنسان على ما هو دونه ومن في حماه حق الرعاية بالحكمة وله أن يتقاضاه روحاً وحياة
- أنت تجعل الذي بيننا وبين الحيوان عشرة أظن لها عندك قوانين وأصولاً
- الطبيعة فرضت هذه القوانين والأصول، وقد كان القدماء شديدي الاعتراف بها، ولا زال الفلاحون يحترمون هذه القوانين والأصول فيما بينهم وبين ما ينفهم من الطير والحيوان، وإن كنا نحن في المدن قد أنكرنا هذه القوانين إنكاراً استدعى أن تقوم فينا جمعيات للرفق بالحيوان تصيح في آذاننا تطلب له الرجمة كان يجب علينا أن نحسها من تلقاء أنفسنا لولا أننا قد تحجرت نفوسنا وتخشبت من شدة إقبالنا على عشرة الحديد والحجر والخشب. . . فلم يعد أحد منا يعطف على حيوانه عطفه على ولده الذي في عنقه
- هذا الذي تطلبه كثير، وهو ليس من الطبيعة في شئ
- لو لم يكن من الطبيعة لذبح إبراهيم ولده
فلو أنك كنت تشعرين بالحياة حولك، لكنت تبادلت الحس مع الحيوان. . . ولكنت أدركت الحق فيما أقول. . . ولكن كيف أطلب منك الإحساس بالحيوان وأنت منصرفة حتى عن الإحساس بالناس، وحتى عن الإحساس بنفسك. . .
- حتى نفسي ترميني بإغفالها والبعد عنها؟. . .