ويتناول عنها أقل الجزاء. وهكذا أتيح للحكومات الفاشية والبلشفية أن تخدع الملايين من المستعبدين!
إن حجر الزاوية في الحكم الفاشي هو تمجيد التضحيات القاسية التي تفرض دون حد على الأهليين، وإخضاعهم للعبودية الممقوتة بإذكاء عواطفهم نحو الرقي والتقدم. وقد سار هذا المبدأ بنجاح في روسيا كما سار في ألمانيا على حد السواء. وما زال الملايين من العمال في روسيا، وكذلك في ألمانيا مساو بين كل حق. فلا يستطيعون اختيار العمل الذي يريدونه، أو المكان الذي يسكنون فيه، ونوع التسلية التي يرغبونها معتقدين - وهذا ما يسمعون على الدوام ولا يسمعون شيئاً غيره - بأن هذا هو النوع الرفيع من الحياة التي يجب أن تسود العالم أجمع بفضل جهادهم ولكن الفاشية الروسية كانت أو ألمانيا ليست في الحقيقة نظاماً دولياً عاماً سواء من الناحية الفكرية أو الناحية العملية. بل هي على النقيض من ذلك، فقد ثبت أنها تقدس العصبية وترفع الوطنية إلى حد لم يسبق له مثيل في تاريخ العالم
وتعمل الدعاية الروسية بكافة الوسائل لإقناع الشعب بأن حكومة روسيا السوفيتية تمتاز في سائر أعمالها على حكومات العالم، وأن الشعب الروسي خير من سائر الشعوب، وأن الجيش الروسي أفضل الجيوش التي في العالم.
لقد كانت البلشفية التي دعا إليها لينين وتروتسكي على شئ من المنطق، لذلك كانت غير فاشية، وكذلك كانت تحمل معنى الدولية أما بلشفية ستالين، فتبدأ بنظرية (الاشتراكية داخل المملكة المنفصلة)
فإذا فرضنا أن الفاشية أتيح لها أن تتغلب على أوربا، فسوف لا يستقر لها أمن أو سلام، إذ أن مبادئها القائمة على تأليه الجنس، وتقديس الوطنية، ودعوى التفوق والامتياز سوف تصطدم بمبادئ الأمم الأخرى التي تزعم لنفسها مثل هذه المزاعم
إن الفاشية لا تحتمل دعوى التفوق أو المساواة من أي شعب من الشعوب. والعقل الفاشي يعتقد كما يقول موسليني - أن السلم ما هو إلا فترة بين الحروب - وخير ما تفعله الإنسانية هو أن تقضي هذه الفترة في التدريب والتأهب على الدوام
فإذا أصبحت أوربا قارة مقسمة بين فاشية ستالين وهتلر وموسليني، فمعنى ذلك أن أوربا لا