بين مصر وإيران صلات تاريخية عريقة، وقد توثقت هذه الصلات بالمصاهرة الكريمة بين الأمتين الخالدتين، وكان أن انتهزها الكتاب والباحثون فرصة حميدة للإشادة بمجد الشعبين وتمكين التعارف بينهما تعريفاً رباطه الدين والعلم، وقوامه الآمال المشتركة، والأغراض المتفقة، وغايته المودة والأخوة الكاملة
وهذا الكتاب الذي كتبه الأستاذ الساداتي إنما هو ثمرة من تلك الثمرات الطيبة، فقد أراد أن يشيد برجولة رضا الشاه بهلوي وما قام به نحو شعبه من ضروب الإصلاح، ولكنه رأى من حق البحث أن يرجع إلى الماضي السحيق يستقبل تاريخ إيران من عهد الإمبراطورية القديمة، ثم الإمبراطورية الوسطى، ثم ما كان من شأن آل ساسان، وما زال يتدرج بالبحث حتى انتهى إلى نهضة إيران الحديثة، وما كان يصطرع فيها من نزاع بين الشرق والغرب، والجمود والتقدم، والرجعية وروح الإصلاح؛ ثم ما كان من جهود رضا شاه البهلوي في إنقاذ بلاده والسير بها في سبيل الرقي والتقدم حتى بلغت إلى ما وصلت إليه وما زالت تواصل الجهود. . .
فهذا الكتاب في الواقع هو كما يقول الدكتور عبد الوهاب عزام في تقديمه: يتضمن طرفاً من تاريخ إيران وجغرافيتها وأحوالها الحاضرة، وهو يجدي كثيراً على قراءة العربية في التعريف بأمة إسلامية لها مكانتها في ماضي الإسلام وحاضره، ويعد فاتحة طيبة لكتب أخرى تفصل الكلام في تاريخ إيران ومكانتها بين الأمم عامة، وصلاتها بالأمم الإسلامية، خاصة، وحسب الأستاذ الساداتي أنه السابق
ولاشك أن الأستاذ الفاضل قد وجد عناء كبيراً في كتابة كتابه، لأن المصادر التي تناولت تاريخ إيران فيها كثير من الشبهات وبعضها قد كتب بروح التعصب وخصوصاً ما كتبه الاستعماريون الذين حقدوا على إيران في نهضتها وأزعجتهم جهود رضا شاه فراحوا يزبعون عنه الأراجيف والأكاذيب، وقد اجتهد الأستاذ في الابتعاد عن هذه الشبهات، وحرص على تخير الصحيح الثابت من الروايات، وهذه لاشك مهمة تحتاج إلى كثير من