لقد آن للديمقراطيات التي تقاتل عصبية الجنس في ألمانيا، وتناضل عصبية المذهب في روسيا، أن تخلص سياستها من عصبية الدين؛ فإن ذلك أخلق بالسلام الأدبي الدائم الذي تحارب الطغاة على سلطانه، وتريد أن تقيم العالم الجديد بعد الحرب على أركانه
إن للتبشير في مصر فواجع لا تزال الضلوع محنية منها على نار. ولعل أرمضها للقلب وأبعثها للدمع مأساة ابنة الوزير الذي حال المبشرات بينه وبينها بالقوة لأنها نذرت نفسها للمسيح، ثم أخفوها عن العيون حيناً من الدهر، ثم نقلوها على رغم الأسرة والحكومة إلى فرنسا فانقطعت الأسباب بين أهلها ودينها ووطنها إلى الأبد!
ذلك ما خطر لي أن أكتبه ساعة قرأت ما كتبته مجلة التبشير الدولية عن حركة التنصير في مصر. وإن في ذلك المقال الخبيث من اقتراح تأليف مجلس مسيحي وطني لتنظيم التبشير وتعميمه في المدن، وإنشاء المدارس الإلزامية لفتنة الصبية والأيفاع في القرى، لبلاغاً للقائمين على سلامة التربية وحماة العقيدة من لصوص الضمائر وشياطين القلوب!