للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

الحضارات أو هبوطها. وقد قسم العالم إلى أربع طوائف:

١ - الشعوب الفطرية، أو التي تعيش على الطبيعة الأولى ?

٢ - الشعوب المتوحشة ?

٣ - ? أو الشعوب المتمدنة

٤ - المتحضرة. ولكل من هذه الأقسام درجات ثلاث: واطئة، وسطى، وعليا

ولكن هنا مشكلة عظيمة تجابه الباحث، وهي الدوافع الخفية التي تدفع بالشعوب إلى الحضارة وإلى إنتاجها الروحي، هل هو عامل داخلي يدفعها إلى ذلك دون مؤثر خارجي، أو عامل خارجي بحت كما يذهب إليه الماديون وأتباع كارل ماركس، أو دوافع المحيط الخارجي كالزمان والمكان كما هو رأي (ولد١٨٧٣) (أنظر ص ١٩٣ ? وبين المبدأين بدون شاسع كما يظهر. ومن أتباع المذهب الأول العالم (١٨٤١ - ١٣٩) في ألمانيا في أمريكا. جعلوا العنصرية العامل الأساسي في تكوين الحضارة. ومن هذه النظرية استحدثت النازية رأيها من أن الحضارة العالمية نتيجة العقلية الآرية فقط، وأن العالم يتألف من طبقات ثلاث حسب رأي هتلر مؤسس هذا المذهب، من:

١ - شعوب أسست

٢ - وشعوب تنقل الحضارة دون أن تضيف إليها شيئاً أو تغير فيها، ?

٣ - وشعوب هدمت الحضارة وأفسدتها سماها: ? هذه الشعوب الروسي البلشفي، ولا أدري أغير رأيه الآن بعد اتفاقه مع البلاشفة أم لا

وتتلخص فكرته في أن الحضارة البشرية نتيجة عاملين فقط: الدم والأرض والعنصرية هي المظهر الخارجي للروح

على عكس هذه النظرية تماماً نظرية (كارل ماركس) (١٨١٨ - ١٨٨٣) مؤسس المذهب المنسوب إليه والبلشفية والشيوعية التي تتخذ المادة كأساس في كل شيء إذ يقول: (الآراء السائدة في زمن ما تمثل آراء الطبقة الحاكمة في ذلك الزمن) وكذلك قوله: (غيروا الوضع السياسي والوضع الاقتصادي تغيروا بذلك البشر) ولذلك تحارب البلشفية النظام الرأسمالي لأنها تعتقد أنه مصدر كل شر، وبإزالة هذا النظام تتغير العقلية البشرية وتفكيرها ويظهر تفكير عالمي جديد. وهذا الرأي مأخوذ بصورة مكبرة عن المبدأ المادي

<<  <  ج:
ص:  >  >>