المسامير، والطائف ما بين كل خشبتين منها، والشراع رواق السفينة، والصاري خشبية في وسطها يمد عليه الشراع، والقلس حبل الشراع من ليف، والصابورة ما يوضع في بطنها من الثقل، والمعايير خشب فيها يشد بها الهوجل، والمردى خشبة يدفع بها الملاح، والمقذاف خشبة في رأسها لوح عريض تدفع به السفينة، والمرساة حديدة تلقى في الماء، والكفر القير الذي تطلى به
وكذلك اختصوا كل قسم منها باسم: فالمرنحة صدرها، والكوثل مؤخرها، والسكان ذنبها، والجمة الموضع الذي يجتمع فيه الماء الراشح
وجعلوا لكل عامل فيها اسماً خاصاً به: فالملاح سائس السفينة، والداري الملاح الذي يلي الشراع، والردفان ملاحان يكونا في مؤخرها، والربان رئيس الملاحين
وقد وضعوا لكل حالة تعرض لها اسماً يميزها من غيرها، فقالوا مخرت السفينة إذا جرت تشق الماء مع صوت، وسخرت إذا أطاعت وطاب لها الريح، ودسرت الماء بصدرها إذا عاندته، وجمحت إذا تركت قصدها فلم يضبطها الملاحون، وجنحت إذا انتهت إلى ماء قليل فلزقت بالأرض فلم تمض، وماهت إذا دخل فيها الماء، وكبت إذا جنحت إلى الأرض فحول ما فيها إلى أخرى، وقمص البحر بها إذا حركها الموج. . . ولولا أن الإطالة تدعو إلى السأم لأتينا على كثير مما يتعلق بالسفينة. فلا يجوز بعد ذلك أن يقال إن اللغة في غاية القصور، وإنما القصور في البحث والتقري. وإذا كان ما جمع من كلام الجاهلين في الجمل أكثر مما جمع في السفينة فذلك منشؤه أمران: الأول أن صاحب المخصص إنما ذكر فيه ما أحاط به علمه في السفينة، وليس هذا كل ما يتعلق بها. الثاني أن السفينة لا تساوي الجمل في كل شيء فهو أكثر أجزاء وأطواراً وأعرضاً وأمراضاً وأغراضاً. . . والسفينة في ذلك العهد مؤلفة من أجزاء قليلة بسيطة. . الخ. آه)
هذا ما كتبه الأستاذ الجندي. والقارئ يلاحظ معنى أن الأستاذ أصاب الحقيقة، وبدد الوهم الذي وقع فيه الأستاذ أحمد أمين فما قول أولئك الذين يرمون اللغة بالقصور؟