نشرت جريدة (يور كشير بوست) البريطانية مقالة افتتاحية عن المركز الهام الذي تتبوأه اللغة العربية بين لغات العالم جاء فيها: (للغة العربية جاذبية خاصة تجذب الشعب البريطاني في الشرق. ولقد كان هنالك فيما مضى كثيراً من المستشرقين ولكنا لا نغالي إذا قلنا إن بريطانيا هي التي اطلعت العالم في الأعوام الأخيرة على أند ثمار الثقافة العربية)
(كثيراً ما كانت الإمبراطورية البريطانية تعجز عن إدراك أهمية اللغة العربية، ومع ذلك فهي اللغة الرسمية في مصر والسودان والمتغلغلة في صميم أفريقيا حتى البحيرات العظمى. وهي اللسان السائد في جميع أصقاع شبه جزيرة العرب، كما أنها أداة التخاطب في العراق. وهي اللغة التي يستخدمها مسلمو الهند - إخواننا في الرعوية وعددهم ثمانون مليون نسمة - كل يوم في صلواتهم وفي تلاوتهم القرآن الكريم. وهي تعد لغة مراكش، والجزائر وتونس
وهي اللغة التي يستطيع بها العلماء في إيران وأفغانستان أن يدرسوا أحاديث النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم. ولا تقل الحروف العربية انتشاراً عن الحروف الرومانية، فهي لست قاصرة على اللغة العربية وحدها، وإنما هي أساس اللغات الفارسية والهندستانية ولغات البوشتو والهاوسا والأردية وغيرها من اللغات الشرقية
ولا مراء في أن اللغة العربية من أعظم ينابيع المعرفة التي يغترف منها العالم
وبينما كانت أوربا تعيش في ظلمات الجهالة كان علماء العرب في بغداد وقرطبة خير أمنا على مدنية اليونان والرومان وأورثوهما للعالم فيما بعد
ومما يبرهن على أهمية هذه اللغة العظيمة، أنها كانت أولى اللغات التي استعملتها هيئة الإذاعة البريطانية. ويزادا عدد المتكلمين باللغة العربية يوماً عن يوم، وتتسع حدودها. فهي لغة التخاطب في زنجبار وتنجانيقا وفي بلاد بعيدة كجزر الملايو، وتتبوأ اللغة العربية مكان الشرف في مدرسة اللغات الشرقية بلندن
ولقد أدركت الحكومة البريطانية أهمية اللغة العربية، فلا تسمح لأي موظف من موظفيها بالاشتغال في الشرق الأدنى والأوسط ما لم تكن له مؤهلات في اللغة العربية