للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

الجهة الغربية، فإذا مكتب رئيس الدير، ثم غرفة كبيرة للجلوس والمائدة، ثم مطبخ، ثم صف من الحجر أمامها طنف يفضي إلى الجناح الجنوبي من الدير، وقد عمر حديثاً بالأسمنت المسلح فكان شذوذاً في هذه الأبنية العتيقة

ويفضي الدرج الصاعد إلى هذه الطبقات العليا إلى سطح تحده من الشمال والغرب شرفات السور المطلة على حديقة الدير ومدخله. وهناك مدافع صغيرة يقال إن بعضها من أيام السلطان سليم، وقد أهديت إلى الدير لمدافعة المغيرين

أكرم القوم مثوانا فأنزلونا في عشر حجرات في كل حجرة سريران. فأمضينا ليلتنا مستريحين

- ٢ -

بني هذا الدير القيصر جستينيان حوالي سنة ٥٤٥م، باسم كترين زوجه التي عرفت من بعد باسم سنتا كترينا، في موضع يعلو سطح البحر بنحو خمسة آلاف قدم، وهو يشبه مربعاً طول ضلعه ثمانون متراً. وله أوقاف كثيرة في سيناء ومصر وبلاد اليونان. وكان له أوقاف كثيرة في بلاد الروس استولى عليها البلشفيون. له في سيناء بساتين كثيرة وأديرة وكنائس، وله أبنية في القاهرة الإسكندرية والسويس، ويقيم مطران سيناء في القاهرة وقت الشتاء

وأعظم غلات الدير الآن ريع مائة فدان في سرياقوس وهبها له عباس باشا الأول. وكان دخل الدير زهاء ستة آلاف جنيه نقصت كثيراً بعد استيلاء الروس على أوقافه

وينفق بعض الريع على أعراب سيناء، يعطون الخبز كل يوم ولكل واحد من الأعراب الذين يقصدون الدير أن يأخذ الخبز يوماً بعد يوم، ثلاثة أرغفة لكل إنسان. وكان في الدير رهبان كثيرون ثلاثمائة أو أكثر وهم الآن زهاء الأربعين.

- ٣ -

وفي صبيحة يوم الأربعاء ١٥ ذي الحجة (٢٣ يناير) سار معنا أحد الرهبان ليرينا بعض أبنية الدير فذهبنا إلى الكنيسة الكبرى: باب ضخم من الحديد ثم باب خشبي دقيق الصنع عتيق يقال إنه من عهد جستنيان

<<  <  ج:
ص:  >  >>