للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

ويلقى الداخل بهو كبير على جانبيه صفان من عمد الجرانيت ثم رواقان وراء الأعمدة. وفي الكنيسة من النقش والتذهيب ومن الصور والألواح ما يعيي الناظر إحصاؤه بله التأمل فيه ومعرفة دقائقه

ومما أذكر من هذه المناظر منبر إلى اليمين عليه صورة للدير واضحة ملونة، وهي من تصوير الأب كرنارس الكربتي من مصوري القرن الثامن عشر الميلادي؛ ومن الصور القديمة صورة للسيدة مريم تحمل عيسى عليه السلام ويقال إنها من صنع لوقا الإنجيلي، وصورة أخرى يقال إنها صنع جستنيان

ويعلو هيكل الكنيسة عقد قد صور عليه المسيح والرسل والأنبياء بالفسيفساء في جمال وإتقان الخ

ووراء هذه الكنيسة كنيسة صغيرة لسنت هيلانة وتسمى كنيسة العليقة ويقال إنها في مكان شجرة العليق التي رأى فيها موسى عليه السلام النار، وفي الجدار الشرقي كوة تقابل صدعا في الجبل. وتدخل الشمس يوم ٢٣ مارس من الصدع إلى الكوة فتقع على مكان الشجرة. ووراء الجدار شجرة يزعمون أنها هي شجرة موسى، ولكني لم أرها

ويلزم داخل هذه الكنيسة الصغيرة بخلع نعليه اقتداء بموسى عليه السلام في القصة التي ذكرت في القرآن الكريم: (فلما أتاها نودي يا موسى إني أنا ربك فاخلع نعليك إنك بالوادي المقدس طوى)

وخرجنا من الكنيسة إلى مشاهد أخرى منها مكتبة الدير وفيها كتب دينية كثيرة قليل منها باللغة العربية. وقد رأيت هناك تمثالاً لإسماعيل باشا الخديوي فسرني جداً أن رأيته في هذا المكان فشعرت أن سلطان مصر ممتد إلى هذا الدير

ثم رأينا مسجد الدير، ولا ريب أن القارئ سيعجب حين يقرأ هذا التركيب المتناقض: (مسجد الدير)، ولكنها حقيقة، ففي الدير مسجد صغير ملاصق كنيسة صغيرة. وهو مسجد ساذج له منبر قديم قد وضعت عليه أعلام مزركشة جديدة مصنوعة في مصر؛ على العلم الأمامي (أنا فتحنا لك فتحاً مبيناً) من فؤاد الأول. وعلى كل من العلمين الجانبيين: لا إله إلا الله الملك الحق المبين محمد رسول الله صادق الوعد الأمين. من فؤاد الأول. والتاريخ ١٣٤٩

<<  <  ج:
ص:  >  >>