للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

وفي جانب المسجد منضدة عليها كسوتا ضريحين مصنوعتان في مصر أيضاً أهداهما الملك فؤاد رحمه الله؛ إحداهما لقبر النبي هرون والأخرى لقبر النبي صالح، وتؤخذان في مواسم الزيارة، ثم تردان إلى الدير فتحفظان في المسجد

وبجانب المسجد مئذنة مربعة لها سلم خشبي وفيها ثلاث طبقات أو أربع صعدت فيها مع بعض الرفاق وشاقني الأذان هناك فأذنت، ولعل هذا الأذان كان إيناساً لهذا المسجد المعطل المستوحش

وكنت قرأت في كتاب نعوم شقير عن سيناء، أن على منبر هذا المسجد كتابة قديمة، وأن فيه كرسياً قديماً، ولكني لم أجد الكتاب ولا الكرسي، فسألت المطران، فقال: حفظناهما في المكتبة. ولست أدري لماذا لم يحفظا في موضعهما من المسجد. وكان المرحوم أحمد زكي باشا زار الدير ونسخ الكتابة التي على المنبر والكرسي. فأما الكتابة الكوفية التي على المنبر فهي مصورة في كتاب شقير، وهذا نصها:

(بسم الله الرحمن الرحيم، لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير. نصر من الله وفتح قريب، لعبد الله ووليه أبي علي المنصور، الإمام الآمر بأحكام الله أمير المؤمنين صلوات الله عليه وعلى آبائه الطاهرين وأبنائه المنتصرين أمر بإنشاء هذا المنبر السيد الأجل الأفضل أمير الحرمين سيف الإسلام ناصر الإمام، كافل قضاة المسلمين وهادي دعاة المؤمنين أبو القاسم شاهنشاه عضد الله به الدين وأمتع بطول بقائه أمير المؤمنين وأدام قدرته وأعلا كلمته. وذلك في شهر ربيع الأول سنة خمسمائة. أثق بالله)

والخليفة الآمر الفاطمي تولى الخلافة من سنة ٤٩٥ إلى سنة ٥٢٤

وأما الكتابة التي على الكرسي فهي أعظم خطراً ودلالة على عناية الفاطميين ببناء المساجد في هذه البقعة:

(بسم الله الرحمن الرحيم. أمر بعمل هذا الشمع والكراسي والجامع المبارك الذي بالدير الأعلى والثلاث مساجد التي فوق فاران والمسجد الذي تحت فاران الجديدة والمنارة التي بحضر الساحل، الأمير الموفق المنتخب منير الدولة وفارسها أبو منصور أنوشتكين الآمري)

<<  <  ج:
ص:  >  >>