المعارف تكاد لا تلتفت إلا لمن كان في وزارة المعارف، منذ حسنين باشا صاحب كتاب الطبيعة، وعبد الفتاح صبري باشا، وكل ما في الأمر أن الصور تتبدل وتتغير، وأن الكلام يتلون ويتشكل، ولكن الأمر لا يزال كما كان: موظفون يؤلفون كتباً. ثم يؤلفون لجاناً. فتقرر اللجان الكتب. . .
- اخسأ. لا تقل عن هؤلاء الأساتذة الإجلاء إنهم أصحاب أهواء ولا مطامع فهم الأدباء الذين في البلد، وهم الشعراء وهم الكتاب، فإذا لم تأخذ الوزارة كتبهم فأي الكتب تأخذ؟
- إن أساتذتنا هؤلاء هم أساتذة الجامعة، فأحرى بهم أن يوفروا أنفسهم للعلم؛ لأنهم على العكس من إيليا أبي ماضي. . . هو يتاجر في الدخان ليأكل منه وليفرغ للأدب لا يذل نفسه، وهم يتاجرون بالأدب ليأكلوا منه لا يعتزون بأنفسهم، ولا يشكرون الله على ما يسر لهم من وظائف. . .
- ثق أنك مخطئ، وثق أنهم أرفع نفساً مما تحسب، وثق أنهم يتجشمون في سبيل تثقيف البلد ما أسأل الله أن يجزيهم عنه خيراً. . .
- آمين. . . أسمعي أبا ماضي يصف الشاعر:
أتقولون إنه مجنون
أتقولون إنه مفتون
أتقولون شاعر مسكين
كم مليك كم قائد كم وزير ... ود لو كان شاعراً مسكينا