واستمر أميراً عليها بعد وفاة أبيه إلى أن توفي سنة ٨٩٩. وهنا تستمع حديث بابر عن أبيه في (بابر نامه):
(كان حنفي المذهب، صحيح العقيدة، مواظباً على الصلوات في أوقاتها. قد قضي جميع ما فاته من الصلوات، وكان يديم تلاوة القرآن، وكان من مربدي الشيخ عبد الله - وهو المعروف بخواجه أحرار - يحرص على صحبته والتبرك به، ويدعوه الشيخ ابنه
(وكان يحب الأدب، قرأ منظومات: نظامي والمثنوى والشاهنامه، وكتباً في التاريخ؛ وكان قادراً على نظم الشعر، ولكنه لم يحفل به
(وكان عادلاً تبين حبه للعدل من هذه الواقعة: بغتت عاصفة شديدة من الثلج قافلة آتية من بلاد الخطا على سفوح الجبال شرقي أندجان. فلم ينج من ألف رجل إلا رجلان فلما بلغه الخبر بعث رجالاً أحرزوا أموال القافلة وأتوا بها فحفظها لأهلها مع احتياجه إلى المال. فلما عرف ورثتهم بعد سنة أو سنتين دعاهم وسلم إليهم أموالهم
(وكان سخياً حسن الخلق فصيح الكلام حلوه، شجاعاً باسلاً يحسن الضرب بالسيف، وكان وسطاً في الرمي بالسهام شديد اللكم لا يثبت للكمته مصارع) إلى أن يقول: (وكان يكثر من الخمر ولكنه اقتصد من بعد فكانت مجالس أنسه يوماً أو يومين في الأسبوع الخ. . .)
وقول:(كان عمر شيخ مرزا قصير القامة مستدير اللحية بدينا ممتلئ الوجه يلبس ثوباً ضيقاً جداً فإذا شد أربطته ضغط على بطنه وكثيراً ما تقطعت الأربطة بعد أن يشدها، وكان لا يتكلف في ملبسه ومأكله، يلف عمامته لفة واحدة، وكانت العمائم إذ ذاك أربع لفات وكان يلفها دون طيّ ويترك لها عذبة. ويلبس في أكثر أوقات الصيف خارج الديوان فلنسوة مغولية)
ويقول عن أمه إنها من بنات يونس خان وهو من ذرية جفتاي بن جنكيز. وبعد أن يتكلم عن نسب يونس خان وسيرته يذكر أولاده واحداً واحداً إلى أن يقول:(وكانت بنت يونس خان الثانية أي قتلق نكار، وقد رافقتني أكثر أيام كفاحي ومحني وتوفيت رحمها الله عام ٩١١ بعد استيلائي على كابل بخمسة أشهر أو ستة)
ويذكر أولاد أبيه فيقول:(ترك ثلاثة بنين وخمس بنات، وكنت أنا ظهير الدين محمد بابر أكبر أبنائه وأمي تدعى قتلق نكار)