على أخيه جلال فحاول أن يقاسم إبراهيم الملك، وثار آخرون فقابل إبراهيم ثورتهم بالشدة والقسوة، وقتل بعض زعمائهم، وتعاقبت الثورات في أرجاء المملكة حتى وفد عمه علاء الدين إلى كابل يلتمس عوناً من بابر على ابن أخيه؛ وتلك هي الفرصة التي لا يضيعها بابر، والأمنية التي كان يتمناها والمغامرة التي يميل إليها وينشط لها، وكان محبَّاً للمخاطرة والمغامرة
أسرع إلى انتهاز الفرصة حتى بلغ لاهور فإذا جيوش وهلي قد انتصرت على (الثائرين دولت خان)، فقلب بابر انتصارهم هزيمة وتعقبهم في شوارع لاهور، ثم أسرع ففتح ديبل بور وترك علاء الدين اللوري فيها ورجع إلى كابل
وفي سنة ٩٣١ (١٥٢٥م) رجع بجيوشه إلى الهند وقد أعد لها عدته فلقيه (الثائرين دولت خان) محارباً، وكان قد أوهمه انه سيؤيده، ولكن جنده تفرقوا حينما اقترب بابر. وتقدمت جيوش كابل للقاء جيوشه وهلي. وكان السلطان إبراهيم خرج للحرب في مائة ألف مقاتل ومائة فيل. وجعل بابر مدينة باتيبات إلى يمينه وجعل على يساره خنادق وحاجز من الأشجار، ووضع أمام جيشه عربات المدافع مشدوداً بعضها إلى بعض وجعل بينها فرجاً تتسع الواحدة منها لمرور مائة فارس ورتب جيوشه خلفها، ووقف إلى أقصى اليسار وأقصى اليمين سرايا من المغول للمفاجأة حين الحاجة
وفي ليلة الثامن من رجب سنة ٩٣٢ (٢١ إبريل سنة ١٥٢٦) فاجأ بابر جيش السلطان إبراهيم فلم يفلح غير أنه أخرج عدوه من معسكره، وعند الفجر تحركت جيوش إبراهيم فهجموا دون تلبث، وحسب بابر أنهم يقصدون في جناحه الأيمن فأمده، ولما جاءت الجيوش الهاجمة إلى الخنادق والحواجز وصف العربات المشدودة ترددوا وضغطتهم الجماعات إلى ورائهم، فاضطرب أمرهم، فانتهز بابر الفرصة وأرسل سرايا المغول من الفجوات التي بين العربات فداروا حول العدو وشرعوا يرمونه من الخلف، ووقف بابر كالصقر يرقب المعركة، فلما تقدمت جماعة من ميسرته على غير حذر فزلزلهم العدو سارع إلى إمدادهم، ولما اشتد ضغط العدو على ميمنته أسرع إلى إمدادهم أيضاً، وكان الأستاذ علي رئيس المدفعية في مقدمة الجيش ناشطاً موفقاً في عمله
وانجلت المعركة عن السلطان إبراهيم قتيلاً بين خمسة عشر ألفاً من جنده.