الإسعاف التي تحمل المرضى باجتياز خط المستشفيات حتى لا يقلق المرضى، ويبدي المحجر عناية بالغة بزائري المستشفيات يستحق عليها الشكر والجزيل، وهي أما عادية للمرضى العاديين، وأما خاصة بالأمراض المعدية الخطيرة وهذه لا يسمح بدخولها لغير المرضى إلا للطبيب الخاص ولمساعديه وهي بعيدة عن المستشفيات الأخرى تكاد تكون منقطعة عن كل ما عداها.
وفي حيز المستشفيات يقع المعمل وهو معد بأحدث أنواع الفحص الميكروسكوبي والبكتريولوجي وبأفران الزرع وعمل الأمصال وغير ذلك مما يحتاج إليه الحال كثيراً في هذا المكان، وفي الحقيقة إن في هذا المعمل وفي هذه المستشفيات لرحمة كبيرة للحجاج وطمأنينة وسلام لمصر والعالم الإسلامي لأنها تفحص الحجاج وتطمئن على سلامتهم وتعزل المصابين منهم إذا وجدوا وتكافح أمراضهم وتعمل على عدم نشر العدوى، ويدل على ذلك الاهتمام ان المعمل يفحص عينات برازية لكل حاج متى استقر في حزائه وقد تتكرر عملية الفحص مرتين أو أكثر للتأكد من نظافة الحج، ولا يقتصر غرض المستشفى على الحجاج - ولو أنه أنشئ من أجلهم. - ولكنه يتعداه أيضاً إلى من يمرض من الموظفين والجند والخدم.
توفير أسباب الراحة
الحاج وإن اشتد شوقه إلى أهله وبلده وعمله وكان يحلم بالطبل والزمر اللذين ينتظرانه في محطته أو في حيه، ويتخيل الوفود التي تأتي إليه متبركة به ويتصور أحباءه وهم يتقبلون منه هداياه من مسبحة وعقال وخاتم وملفعة وغير ذلك من صنع الحجاز ويود لو تحمله طائرة إلى مقره بعد المتاعب التي تحملها في الصحراوات والبحر والانتقال والسفر - يكون على رغم هذا كله مبتهجا في أيام الحجر الصحي، لان أسباب الراحة متوفرة له فهو مطمئن على نفسه من الوجهة الصحية، لان المحجر كفلها له، ومتاعه وماله في مأمن حريز، ومأكله وشرابه نظيفان يعتني رجال الإدارة والصحة بهما عناية فائقة. . متاعه يحمل إليه من غير أجر، ولو كان فقيرا لا يملك معه مالا فان ببيت المال يتكلف بإطعامه حتى يعود إلى وطنه، وكم من شكاوى تافهة يبلغها الحاج إلى المدير - وكان في السنتين اللتين كنت بالمحجر فيهما صاحب العزة المسيري بك - فكان يهتم عزته بها اهتماماً كبيراً