للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

لقد أصبحت الممتلكات الحرة على استعداد للقيام بنصيبها إلى جانبنا في هذه الحرب. وقد تبوأت الكتائب الهندية مراكزها في كثير من المواقع وأبدت الهند وغيرها من أنحاء الإمبراطورية استعدادها لزيادة نصيبها في هذه الحرب. فإذا تقدمت الأيام وجد الجد فسوف ترى ألمانيا هذه الجموع الزاخرة محتشدة أمامها. ومما لا شك فيه أن الزمن سيكون إلى جانب فرنسا وبريطانيا والإمبراطورية

فإذا أراد الخصم لياذاً من هذه النكبة التي كان هو أول من أرث نارها، فهذا هو الموقف الذي يجب أن نقابله بحذر. إذ أن كل سلم يعتمد على الكلمة المرضوضة لا تقوم له قائمة على الإطلاق. ولا ضمان للسلم إلا بقيام نظام جديد بعيد عن ظلم النازيين

إن لهذه الحرب أهدافاً أسمى وأعظم من مصادمة الجيوش ومكافحة الطائرات ومغالبة الغواصات، ذلك هو الصراع بين قوة الخير وقوة الشر. فأي القوتين ستكون لها السيادة على العالم؟ أي القوتين يكون لها الغلب على عنصر الإنسان

نحن لا نحارب لإعادة الحكومة التشكوسلافية، أو رد الحكم إلى بولاندا كما قد يظن الكثيرون، فنحن لا نحارب من أجل الجبهة الجغرافية، ولكنا نحارب لإنقاذ الجبهة الإنسانية

الحرب فلسفة الألمان

(عن كتاب (الروح البروسية في ألمانيا))

ثلاثة عوامل كان لها أبغ الأثر في توجيه الفكر البروسي في القرنين الأخيرين: حب الحرب في ذات نفسها، وسوء الظن بالسياسة السليمة والصدوف عن فكرة الاتحاد الدولي بكافة أنواعه والتأثر بنظرية (كلوزويتز) القائلة بأن الحرب وسيلة من وسائل السياسة والسياسة وسيلة من وسائل الحرب؛ وثالثاً عقيدتهم بأن الحكومة - وعلى الأخص الحكومة البروسية - يجب ألا تهتم بشأن غير شئونها الخاصة، ويرجع حب الألمان للحرب إلى فجر التاريخ الألماني. فقد ذكر عن خطيب إغريقي عظيم أن الإمبراطور الروماني (جوليان) احتج ذات مرة على قبيلة (توتونية) لأعمال السلب التي تقع منها، وعاداتها الشبيهة بالعادات الحربية. فجاءه منها هذا الجواب، (إننا نجد في حياة الحروب سعادة لا تعدلها سعادة) وما زالت هذه الأمثلة تتكرر في تاريخ بروسيا منذ عهد فردريك الأكبر الذي

<<  <  ج:
ص:  >  >>