(كانت الحمى في السنة الماضية كلما انتابتني دامت ثلاثين أو أربعين يوماً، ولكن بفضل الله وبركة الشيخ أبللت من هذه النوبة يوم الثلاثاء ٢٩ من الشهر.
(وفي يوم السبت ٨ ربيع الأول أكملت نظم الرسالة. وقد نظمت يوماً اثنين وخمسين بيتاً)
كتب في نهاية الديوان هذه العبارة (حرره بابر دوشنبه ١٥ ربيع الآخر سنة ٩٣٥). وفي ذيل الصفحة الأخيرة رباعية وفي حاشيتها هذه الجملة (هذه الرباعية التركية، والاسم المبارك بالتحقيق خط أعليحضرت ساكن الجنان بابر بادشاه الغازي أنار الله برهانه. حرره شاه جهان بن جها نكير بادشاه بن أكبر بادشاه بن همايون بادشاه بن بابر بادشاه)
وأما كتابه بابر نامه فهو في موضوعه نادرة من نوادر التاريخ؛ فما عرفنا قبل بابر ملكا أمضى حياته في عراك الحوادث ثم استطاع أن يصف مشاعره، ويسجل وقائع سيرته، وسيرة أقاربه وأعوانه في بيان واضح مفصل بعيد من التكلف يتجلى فيه اهتمام الكاتب بما يرى ويسمع ودقته في الإدراك والوصف
وهو في لغته وأسلوبه ذخيرة أدبية تسجل لنا لغة جفتاي في القرن العاشر الهجري وتبين محاولة ملك عظيم أن يذلل هذه اللغة للنثر الأدبي كما ذللها للشعر منذ سنين قليلة الوزير الكبير مير علي شير. والكتاب بعد هذا وذاك فصول ممتعة بل ساحرة يكلف بقراءتها كل من حاولها، فعرف ما تبعث في نفس القارئ من سرور وإعجاب وما تتضمن من فوائد للعلم والأدب والتاريخ
وقد ترجمت هذه السيرة إلى لغات كثيرة. ترجمت إلى الفارسية بأمر حفيدة جلال الدين الأكبر (٩٦٣ - ١١٠٤) ثم ترجمت في العصور الأخيرة إلى لغات أوربية وطبعت أول ترجمة إنجليزية لها قبل مائة سنة، ولا تزال موضع عناية الباحثين في تاريخ الشرق الإسلامي وآدابه.
ولعل معهد الدراسات الشرقية في كلية الآداب من جامعة فؤاد الأول الذي افتتح هذا العام يجعل ترجمتها إلى العربية باكورة أعماله إن شاء الله.