تنصت إلى الرأي المخالف في تسامح وأن تعبر عنه في اعتدال ينأى عن الحدة والتهور
ثم يقول الأستاذ الفاضل إنه يتوهم مما كتبته أن الدكتور طه أو المثال مختار يريدان منا أن نحنط الموتى ونعبد (رعْ) مع أن حقيقة ما طلبه كل منهما أن نستوحِيَ هذا الفن المصري القديم. ثم يقول عني وعن الدكتور طه:(إن الاختلاف بين الكاتبين هنا يرجع إلى أكثر من ذلك، وهو أشبه بالتنافر بين القائلين بعقيدتين متناقضتين، ومصلحة الأمة تقتضي إزالة هذا التنافر بين الذين يكلفون هذه المهمة، وكل رجل مثقف يهتم بالانسجام الاجتماعي في الأمة)
وهذا نهاية الرأي في كلام الأستاذ سلامة موسى نقلنا أكثره بنصه أو ما يقربُ منه. ونحن نشكر الأستاذ سلامة موسى على حُسن مقصده ورغبته في تحقيق الإصلاح الاجتماعي بإزالة كل العوامل المفرَّقة بين الناس
التيارات الفكرية
ومن الغريب أن اليوم الذي صدرت فيه هذه المقالة في اللطائف، هو نفسه اليوم الذي كتبنا فيه عن (الرأي العام وسياسته) في العدد الماضي من الرسالة، وقلنا إن تعدد الثقافات في الشعب الواحد قد أفضى إلى شر آثاره، حيث تنابذت العقول على المعنى الصحيح، واختلفت المناهج المؤدية إلى الغايات، وكذلك يبقى الشعب إلى النهاية وهو في بدءِ لا ينتهي، وفي اختلاف لا ينفضُّ. وكما يرى الأستاذ سلامة موسى أن هذا التعارض البغيض بين الآراء مما يعتاقُ رقيَّ الشَّعب، ويمنعه من الاجتماع على رأي، ويحرمه فضيلةَ القوة التي تنفُذُ به إلى غاياته. . . كما يرى نحن نرى، ونرى وراءَ ذلك كله ما هو أسوأ وأقبحُ - مما يستعاذ منه وتخشى مغبَّتُه. فهذا إذن أمرٌ مفروغٌ من تقريره بيننا وبينه، وهي رغبة نتوافى جميعاً على العمل لها، ونَشْريِ أنفسنا في سبيل إنفاذها
وكان جديراً بالأستاذ سلامة موسى أن يرى مثل هذا الرأي في الذي كتبناهُ ويعلم عِلمْ ما طوبناه في نقدنا لرأي الدكتور طه، ولعلّه لم يقرأ كل ما كتبناهُ في العدد ٣٤٤، ٣٤٥ من الرسالة، ولعلّه لم يتتبَّع ما نقولُ به من الرأي في باب (الأدب في أسبوع)، ولو قد فَعَل لعرف أن الرأي بيننا وبينه في ذلك غير مختلف إن شاء الله