للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الحق ولا الجمال. . . وإن هي إلا (الشطارة) والإعلان. . .

سترين ذلك عندما تتقدم بك الأيام. . . وستكرهينه. . . وسيكون على يديك تحطيم الأوثان. . .

سيعلمك أبوك. . . فكم جدد هو أيضاً في ملكه، وكن وحد الله لم يعبأ بالنصب ولا الأصنام. . . فهو الملك الذي عصف بالجمود، والذي جرف ما أعقبته لنا الأيام من وجل وخوف فأمننا من الخوف، وأبقى علينا ثلث حقه عندنا مثلاً ضربه لأولى الألباب منا لو أنهم تبعوه لأطعمنا جميعاً من الجوع، كما آمننا جميعاً من الخوف. . .

والأيام مقبلة. . . وستفرغ مصر من الحرب حين تفرغ منها الأمم، وسيرى عندئذ أولو الألباب وغيرهم أنه لا مفر من انتهاج الطريق الذي شقه أبوك المبارك وليد الشتاء. . . ومن للملك كوليد الشتاء له السيطرة على تدفقه ونشاطه كما أن لك السيطرة على الحسن والجمال. . .

يا أميرة الربيع. . .

كم يسعد عروبتنا أن يكون لك فن، ولماذا لا يكون لك فن وقد كان نبينا يستمع إلى الخنساء. . . فليكن في النبي شعرك، أو فاكتبي فيه نثرك، وخذي من أبيك حب الإسلام انظميه درراً، فقليلاً ما يفكر أهل الفن عندنا في الإسلام، وكثيراً ما يحسبه بعضهم تنظيما لعلاقة من في الأرض بمن في السماء فإذا نظروا إلى السماء تساءلوا. . . ما الذي في السماء؟

فدليهم أنت على الذي في السماء. . . قولي لهم: هو الذي سماه المسيح المحبة، والذي سماه القرآن السلام. ثم انشري بإيمانك وسلطانك بين الناس آيات المحبة وألوية السلام، وما أشد حاجتنا في مصر إلى أن ترفرف علينا وتظلنا، فليس ينقص وطننا إلا المحبة والسلام يشيعان فيه فإذا هو جنة الأرض، وموطن الرغد والأمان. . .

أعيدي على مسامع هؤلاء الخلق في مصر وفي غيرها تلك الأناشيد التي استقبلتك بها الدنيا يوم مولدك؛ وقولي للناس هؤلاء الذين يتخبطون خبلاً في هذه الأيام بماذا كانت تسبح العصافير للَّه: أطعمها، وسقاها، وأجرى لها الدفء ورعاها، وطيب لها الصبح وضحاها، وليلها إذ غشاها، فما حقد منها عصفور على عصفور، وما طغى منها واحد على أخيه. . .

<<  <  ج:
ص:  >  >>