يفضلون الورد على كل أنواع الرياحين، وفيهم من يفضلون أحقر الأزهار على الورد. وإنما لا ينكر أن المرأة العصرية قد استطاعت أن تحافظ على رونق جمالها حتى في كهولتها بأساليب التجمل الحالية
أما جوابي على السؤال الأخير فينحصر في (لا) لأن جمال المرأة لا يتوقف على مظهرها الخارجي بل على جمال نفسها أيضاً، فليست هي كالإناء الذي ينحصر جماله في شكله الخارجي وقد يكون في داخله عشًّا للحشرات)
شيء عن المكروبات
ليس للمكروبات على الإجمال ألوان خاصة وإنما يمكن صبغها لأجل درسها وفحصها، وتعتمد على الأكثر المواد الأنيلية. والمكروبات في ذلك تماثل الخيوط والأنسجة، فمنها ما لا يقبل بعض الألوان أو يقتضي عناء كبيراً وزماناً معيناً لقبولها، ومنها ما يأخذ اللون بسهولة وسرعة، ومنها ما يصطبغ بلون دون غيره وطرق تلوين المكروبات لتمييزها ومعرفتها بدقة أصبحت علماً قائماً بذاته وعليها قامت مهارة كوخ العالم الألماني بإظهار كيفية صبغ باشلس السل
لا بد للمكروبات لكي تتوالد وتنمو من بيئة موافقة وغذاء ملائم. وهي تُبذر وتزرع كما يبذر وُيزر النبات في مستنبت سائل أو جامد. والحرارة ضرورية لحياتها ونموّها؛ وأصلح درجة للجراثيم المَرضية حرارة قريبة من حرارة الحيوان الذي يصاب بها وهي نحو الدرجة ٣٧ فوق الصفر، ومنها ما يعيش في جليد القطب الشمالي.
والبحَّاثون قد يعوّدون الميكروب درجة لم يكن ألفها من قبل. وربّ ميكروب لا ينمو إلا بدرجة ٣٩ لكنه لا يموت إلا بدرجة ٥٤ وبزره بدرجة ١١٠
أما البرد فهو أقل فتكا بالمكروبات، فخمير الجعة يتحمل درجة ٩٠ تحت الصفر دون أن يفقد خواصه التخميرية وبزر الجمرة أي مرض الطحال والبثرة الخبيثة يبقى حياً عشرين ساعة بدرجة ١٣٠ تحت الصفر غير أن ميكروبه نفسه لا يقوى عليها فإن لم يمت يفقد قوته
للنور تأثير كبير في المكروبات فهو أكبر عدو للجراثيم وقد تحقق الجراثيميون فتك النور بميكروب الجمرة وببزوره أيضاً الذي يموت بعد ثلاثين ساعة على تعريضه لنور الشمس،