وكذلك حكموا على الجماعة فأطلقوا عليها جماعة ساذجة، أو لم تزل بعد في دور الطفولة، إذا كانت تجعل الفردية أو الشخصية أساس المعرفة؛ وحكموا عليها ببلوغ طور المراهقة إذا حاولت الفصل بين الشخصي والواقع، وببلوغ طور الرشد والنضوج إذا اتجهت في أبحاثها نحو الواقع أكثر من تأثرها بالعوامل الشخصية
وعلى هذا فالتفلسف، أو بحث الإنسان العقلي داخل الجماعة البشرية، يمثل دور الطفولة في الوقت الذي كان يسيطر فيه المذهب الشخصي ويحكى دور المراهقة في الزمن الذي بدت فيه الرغبة إلى الفصل والعمل على تنفيذ تلك الرغبة.
وفي عصرنا الحديث يدخل في دور الرشد والنضوج لأن السائد في أبحاثه مذهب الـ
هذا عرض تاريخي موجز لأساليب البحث في القديم والحديث بالنسبة للفلسفة والتفلسف، وفي أطوار نمو وتدرج الجماعة في التفكير من الوجهة البسيكلوجية.
وفي ضوء هذا نعود إلى هؤلاء الباحثين، أمثال ذلك الباحث (الأناني)، الذين تتصل أحكامهم صلة وثيقة بذواتهم، وتتكون مما لهم من ثقافة خاصة ونظرة في الحياة لنقول لهم: إن هذه الأبحاث مادام مصدرها (أنا) وغايتها (أنت) سوف يكون اعتبارها شخصياً لا تؤدي نصيباً في الإنتاج الفكري العام.
ثم إلى هؤلاء الأقلاء الذين يسلكون في أبحاثهم طريق (العقل الكلي)، عقل الإنسانية - لا ذلك العقل الجزئي - لنقول لهم أيضاً: عليكم وحدكم يتوقف توجيه أمتنا في حياتها العقلية وعليكم وحدكم يتوقف مستقبل التفكير في مصر والسير به إلى طور الرشد والنضوج!