(الطائفة الأولى) أصوات فطرية الأصل يستخدمها الحيوان قاصداً بها التعبير عن بعض شؤونه: كالحمحمة التي ترددها الفرس بشكل إرادي عند رؤية صاحبه للتعبير عن حاجته إلى العلف، والمواء الذي يلجأ إليه الهر لينبئ به عن جوعه، والنباح الذي يلفظه الكلب قاصداً به إيقاظ أهل المنزل أو إرشادهم إلى أن شخصاً أجنبياً يحوم حول البيت. . . هلم جراً
وهذه الطائفة ليست في الواقع من اللغة الصوتية في شئ وإن أشبهتها في ظاهرها ووظائفها. ذلك أنها أصوات مبهمة عارية عن المقاطع والكلمات وغير متميزة العناصر. ومن أهم خصائص الكلام، كما لايخفى، اشتماله على مقاطع وكلمات وتمييز عناصره بعضها من بعض. هذا إلى أنها في الأصل أصوات فطرية تصحب الانفعالات، وأن كل ما يعمله الحيوان حيالها في هذه الحالة أن يرددها هي نفسها بشكل إرادي للدلالة على نفس انفعالات التي تعبر عنها في شكلها الفطري أو للدلالة على أمور انفعالية قريبة منها (الجوع، العطش، الخوف. . . الخ). وأصوات هذا شأنها لا يصح عدها كلاماً؛ لأن أهم خصائص الكلام أنه أصوات موضوعة للدلالة، أنه يعبر عن معان لا عن انفعالات
(الطائفة الثانية): أصوات متنوعة تلفظها القردة في اجتماعاتها بطريقة يتبادر منها إلى الذهن أنها وسائل تعبير إرادي، وأن أفراد القردة تتجاذب بها الحديث بعضها مع البعض. وتبدو هذه الظاهرة بشكل واضح في الفضائل العليا من القردة وبخاصة (الجيبون)
وهذه الطائفة كذلك ليست في الواقع من اللغة الصوتية في شئ وإن أشبهتها في ظاهرها ومناسبات استخدامها. فقد ظهر بالبحث فيها أن بعضها تعبير طبيعي عن الانفعال، وبعضها مجرد ترديد إرادي لهذا التعبير، وبعضها من ظواهر التداعي الآلي أو العدوى الصوتية أو تقليد الحيوان بطريق فطري غير إرادي لأصوات نفسه أو أصوات غيره. - هذا إلى أنها على الرغم من تنوعها، وعلى الرغم من تشابه أعضاء النطق عند فصائل القردة بأعضاء النطق الإنسانية أصوات مبهمة بسيطة عارية عن المقاطع والكلمات وغير متميزة العناصر. ومن أهم خصائص الكلام، كما سبقت الإشارة إلى ذلك، اشتماله على مقاطع وكلمات وتمييز عناصره بعضها من بعض
(الطائفة الثالثة) أصوات مركبة ذات مقاطعة تلفظها بعض الطيور كالببغاء، وما إليها من