ندم، وأن نفسها مليئة بالبغض عطشى إلى الانتقام وإلى إشباع الشهوات الجسدية
على أنها فهمت نه كان يرى ما بنفسها ففارقتها رغبتها في الرقص وأخذت تحس بالخوف من الرجل الذي أنقذ حياتها. كانت تراه يشع بنور سماوي فشعرت برهبة شديدة تستولي عليها. هل جاء دور هذا الرجل لمحاكمتها. سوف يكون حكمة أشد قسوة من الحكم الأول لأن من حقه أن يستنكف الخطيئة التي ارتكبها
وبينما كانت تتنازع نفسها عوامل الخوف والرهبة سمعته يقول لها:
(وأنا أيضاً لا أدينك. اذهبي بسلام ولا تأثمي بعد اليوم)
عندما انتهت إلى نفس المرأة الخاطئة هذه الكلمات الحاملة لمعاني الغفران والمحبة تمت المعجزة في قلبها. ذلك أن شرارة صغيرة هي قبس من الضياء السرمدي اشتعلت فأوقدت شعلة مضطرمة أثارت ظلام القلق والنضال اللذين كابدتهما أياماً وليالي عديدة. وكانت تود في بعض الأحيان لو تنطفئ هذه الشعلة لأنها كانت تجد أن روحها ليست جديرة بزانية مثلها. ولكن الشعلة لم تنطفئ بل خطت في قلبها كتابة لا تمحى عن بشاعة الخطيئة وجمال العدل. وقد ظلت متقدة حتى امتلأت بقدسيتها نفس تلك المرأة الضالة.