للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

هو ذلك، وإلا فكيف قدمتَ لنا صورها الجذابة في عهودها المختلفات؟!

أسمع، يا خليل، أسمع ثم أسمع

أنت رفعت المرأة درجات، حين جعلتها أهلاً للتفجع والتوجع والأنين

وفي النساء أمهاتنا وأخواتنا وبناتنا وزوجاتنا، وهنّ جميعاً أهلٌ للعطف والحب. والحمد لله الذي أعزها بوقوفك على قبرها ولم يذلها بوقوفها على قبرك، على حدّ التعبير الجميل الذي قرأته منذ أعوام بمجلة المرحوم سليم سركيس. . . وسلامٌ عليك من الصديق الحافظ للعهد:

زكي مبارك

حول الأمومة عند العرب

اطلعت على الجزء الأول من مقالة الأستاذ رفعة الحنبلي (الأمومة عند العرب) المنشور في العدد (٣٥٤) فاستوقف نظري قول الكاتب نقلاً عن أحد المؤرخين اليونانيين القدماء وهو (سترابون) إن العرب في الجاهلية لم يكونوا يعرفون الزواج الشرعي الدائم، وإنه يفشو بينهم تعدد الأزواج، وإنهم كانوا يتصلون بأمهاتهم

وجواباً على المسألة الأولى أقول: إن الزعم بأن العرب في الجاهلية لم يكونوا يعرفون الزواج الشرعي الدائم هو زعم غير صحيح

فقد روى البخاري في صحيحه وأبو داود في السنن عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم، قالت: كان النكاح في الجاهلية على أربعة أنحاء (أنواع) نكاح الناس اليوم يخطب الرجل إلى الرجل وليته أو ابنته فيصدقها، ثم ينكحها: ثم ذكرت الأنواع الثلاثة تتمة الأربعة وفيها تعدد من يتصلون بالمرأة؛ إلى أن قالت: فلما بعث الله محمداً صلى الله عليه وسلم بالحق هدم نكاح لجاهلية كله إلا نكاح اليوم. التاج ج ٢ص ٣٦٨

ويعلم المطلعون في التاريخ الأمة العربية أن الشعوبية - من أعداء الغرب وشانئيهم - هم أول من عمد إلى الطعن في أنساب العرب ووضعوا أخباراً ولفقوا كتباً في مثالبهم وتحقير شأنهم، ومن أشهر هؤلاء الشعوبية الهيثم بن عدي، وكان دعياً، فألف كتاباً في مثالب العرب أراد به أن يعرّ أهل الشرف تشفياً منهم. قال الألوسي: (ثم نشأ غيلان الشعوبي الوراق - كان زنديقاً ثنوياً - فعمل لطاهر بن الحسين كتاباً خارجاً عن الإسلام بدأ فيه

<<  <  ج:
ص:  >  >>