أشهر وذلك في مسهل جمادى الآخرة، فأمر هولاكو أن يكون أبنه عز الدين أبو الفضل وزيراً بعده
ولقائل أن يقول: إن الخيانة أنالته الوزارة الإقليمية فنقول له: قد قيل هذا، وزعم أن هولاكو قتله لخيانته، وقال له (إنا لا نأمنك وقد خنت خليفتك) ولقد كان هولاكو حذراً من الخونة مسارعاً إلى سفك الدماء، فهو إن لم يكن حرياً أن يقتله - على ظن خيانته فأنه يطرحه ويستذله فلا يوليه من ملكه شيئاً، وأن مؤرخا يبتدع قتل هولاكو لابن العلقمي لسهل عليه أن يخونه ويفجره ويسند إليه ما يشاء، ولكن الحق غير ذلك
ولى هولاكو تاج الدين بن الدرامى صدارة الأعمال الفراتية فتوفى في شهر ربيع الأول فجعل ابنه مجد الدين حسيناً عوضه وأقر أقضى القضاة نظام الدين عبد المنعم البندنيجى على رتبته وجعل لفخر الدين الدامغاني وزارة الإقليمية وجعل نجم الدين أحمد بن عمر ان المذكور ملكاً علىالأعمال الشرقية وهي الخالص وطريق خرسان والبدنيجين وأشركه مع ابن العلقمي وابن الدامغاني في الحكم فهل كل هؤلاء خونة غدرة؟ وقد يرد هذا القول بأن هولاكو لم يقتل هؤلاء الخونة لأن هوى الشعب فيهم، وضلعه معهم، فنقول: إنه قتل جماعة صبراً وهم من عظماء الشعب فيهم محيي الدين بن الجوزي الحنبلي أستاذ دار الخليفة وأبناه شرف الدين عبد الله وجمال الدين بن عبد الرحمن مؤلف مناقب بغداد وشيخ الشيوخ صدر الدين علي بن بالنيار وشرف الدين عبد الله بن أخيه وبهاء الدين داود بن المختار والنقيب شمس الدين علي بن مختار وشرف الدين محمد بن طاوس العلوي وتقي الدين عبد الرحمن بن الطبال وأكثر أمراء الترك
ومن اغرب سخرية المؤرخين أنهم أشكركوا في الخيانة تاج الدين أبا المعالي محمد بن الصلايا العلوي ناظر إربل، ولقد قال ابن الفوطي يذكر المتوفين من الأعيان بعد وقعة بغداد (وتوفى تاج الدين أبو المعالي محمد بن الصلايا العلوي ناظر إربل، قتل بحبل سياه كوه وكان قد قصد حضرة السلطان هولاكو بعد وقعة بغداد ليقر رحاله فأمر بقتله، وكان كريما جواداً فاضلا متدينا يبالغ في عقوبة من يفسد أو يشرب الخمر وليس عند المؤرخين دليل على خيانة ذلك الرجل العلوي الصالح واتهام ابن العلقمي - وان ورد في تاريخ ابن خلدون وفوات الوفيات وتاريخ أبي الفداء وغيرها - فان مصدره واحد هو سوء الظن به