للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

لأنها لا تسمح بالاعتراف بالحقائق التي تناقض وتهدم تعاليمها، بل كانت تئدها في مهدها، حتى جاءت الثورات الإصلاحية التي ألزمت الكنيسة حدودها، وجعلت الناس يدخلون الكنيسة بعقل خاص، ومعاهد العلوم بعقل آخر. ونحن المسلمين ولله الحمد لم تحدث عندنا معارك وخصومات بين الفريقين تجعل العلاقات بينهما مستحيلة، وليس في ديننا ما نخاف عليه من حقيقة كونية، بل بالعكس ديننا يخدم بالعلم الطبيعي. فلا يصح أن نفرد هذا بمعاهد خاصة وذاك بمعاهد أخرى. بل الواجب أن يسير جميع التعليم في مجرى واحد إلا في مرحلة التخصص

وفي هذا تدارك سريع لحالة تخشى عواقبها على الدين والأخلاق، وفيه توحيد وتوجيه لقلوب الشباب وعقولهم إلى مثل أعلى واحد. وفيه توكيد لذلك المعنى السامي العظيم: وهو أن الدين عندنا عقل وعلم، والعلم عندنا دين وخلق.

(القاهرة)

عبد المنعم خلاف

<<  <  ج:
ص:  >  >>