من يقوم على الطريق يمسح الأحذية، ومن يمد ' إليه حذاءه ليمسحه له، ومن ينام على السرير، ومن يسهر في الشارع يحرس النائم، ومن يأخذ التسعة من غير عمل، ومن يكد ويدأب فلا يبلغ الواحد، وعالم يخضع لجاهل، وجاهل يترأس العلماء، ورأيت المال والعلم والخلق والشهادات قسماً وهبات، فربَّ غني لا علم عنده، وعالم لا مال لديه، وصاحب شهادات ليس بصاحب علم، وذي علم ليس بذي شهادات ورَبّ أخلاق لا يملك معها شيئاً، ومالك لكل شئ ولكن لا أخلاق له، رأيت في مدرسي المدارس من هو أعلم من رئيس الجامعة، وبين موظفي الوزارة من هو أفضل من الوزير، ولكنه الحظ الأعمى، أو هي حكمة الله لا يعلم سرَّها إلا هو، ابتلانا بخفائها لننظر أنرضى أم نسخط
ولكن ما أضيع أيامي في مدرسة الحياة، إن كان هذا كل ما تعلمت منها في ثلاثين سنة!
لقد أذَّن الفجر وأنا ساهر، وأضيئت منارات دمشق التي لا يحصيها عدّ، ورنَّ صوت المؤذنين في أرجاء الوجود صافياً عذباً: الله أكبر. . . الله أكبر. . .
الله أكبر من كل شئ، اللهم إني أرفع إليك شكاتي. . .
اللهم إني قد نفضت يدي من الناس، وإني أسألك أمراً واحداً، ألاّ تقطعني عنك، وأن تدلني عليك، حتى أجد بمراقبتك أنس الدنيا، وسعادة الأخرى. . .