هذه الأوقات العصيبة المنذرة بأشد الأزمات على الأسواق التجارية. ثم تبع ذلك بحث في أهم ما يخاف منه وما تخشى عواقبه في أزمان الحربِ، وهو تفشي الأمراض والأوبئة، وما يجبُ على الشعب المصري وحكومته أن تعمل على تفاديه بكل سبيل. فألقى الدكتور عبد الواحد الوكيل:(حاجة البلاد إلى تعديل خططها الطبية والصحية)، وقد أبانت هذه المحاضرة عن هول الحالة الحية التي تختفي في كل ناحية من نواحي هذا الشعب المهمل المسكين
آلهة الكعبة
كنت قرأت في البريد الأدبي من عدد الرسالة ٣٥٠ كلمة للأخ محمد صبري في قصيدة الأخ الشاعر محمود حسن إسماعيل ينكر فيها أن (اللات، والعزى، ومناة) من آلهة الكعبة، قال:(وليس واحد من هذه الثلاثة من أصنام الكعبة، بل لم يكن واحد منها داخل الكعبة ولا حولها). ثم استشهد قول ابن الكلبي في كتاب الأصنام، حين ذكر مواضع هذه الأوثان الثلاثة وقد كان اعترض بعض أصحابه قبل ذلك - في مجلس لأستاذ الزيات - بمثل ما اعترض به الأخ صبري، فرُمتُ أن أقول: إن وجود هذه الثلاثة في الكعبة أو حولها ليس يمتنع. وذلك لأن أبن سعد ذكر في طبقاته أن رسول الله صلى الله عليه وسلم طاف بالبيت - بعد فتح مكة - وهو على راحلته، وحول الكعبة ثلاثمائة وستون صنماً، فجعل كلما مر بصنم منها يشير إليه بقضيب في يده ويقول:(جاء الحق وزهق الباطل، إن الباطل كان زهوقاً). فيقع الصنم لوجهه. وابن الكلبي لم يعد لنا في كتابه الأصنام غير أسماء ثلاثين صنماً، وزاد زكي باشا عليها خمسة وأربعين صنماً، فهذه خمسة وسبعون، فأين هي من ثلاثمائة وستين؟. . . وما كانت كل هذه الأمة من الأصنام إذن - إن لم يكن منها اللات والعزى ومناة، وهي أشهر أصنام الجاهلية، وهي المذكورة في القرآن في سورة النجم، وقد كان نزولها بمكة؛ وما أظنها تذكر بأسمائها إلا وكفار قريش يعظمونها فإذا عظموها اتخذوها في الكعبة وهي بيتهم المعظم، كما كانوا يتخذون الأصنام في بيوتهم ودورهم. ثم رأيت أخيراً أن ابن سعد يذكر في فتح مكة أن رسول الله بث السرايا إلى الأصنام التي حول الكعبة فكسرها، منها:(العزى، ومناة، وسواع، وبوانة، وذو الكفين. فنادى مناديه بمكة: من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يدعْ في بيته صنما إلا كسره)