بأذى. . . كالإوزة. . . له هذه لأخلاق والطبائع من نشأته فلعلها كانت طبعه الأول، ومن عرف فيه هذا تمكن منه ولعب عليه ما شاء أن يلعب وقد لعب عليه ناس كثيرون حتى كاد أن يذبح مرة؛ وإني أقول لك إنه سيكون حماراً، لأني أراه إذا أفاق إلى نفسه أخذها بالصبر وبالرضا والاحتمال، فلعله إذا تمكن هذا منه كان أصلح البشر (للحمارية) في حياته المقبلة، ومن يدري فربما اكتفى القدر منه بصبره في هذه الحياة، وطهره في حياته المقبلة من نقائص أخرى غير بادية لي فيه الآن، فكان عندئذ أخف، وألطف، وأظهر مما عرفناه الآن، وكان عندئذ أصلح للبقاء في أثير الأرواح انتظاراً لموكب من نوعه يلحقه فيدفعه في فضاء الله إماماً لمن يتبعه ومأموماً لمن سبقه. . . من يدري؟
- لا أحد، ولا أنت، ولا الغجري. ولكن هذا الكلام يشبه ما يقوله الهنود عن تناسخ الأرواح فهل أصل الغجر هؤلاء من الهند؟
- الموجة البشرية المشرفة على غرب أوربا كلها أصلها من الهند
- ولكنك لم تقل لي ماذا كنت أنت؟
- يقول داروين إن الناس كانوا قردة، ويقول القرآن إن من الناس من ردهم الله قردة. . . وإني أقبل القولين في حق نفسي وإن كنت لا أصدق فيك أنت قول داروين. . .